ماذا تعرف عن كتاب البخلاء للجاحظ ؟

الإثنين 17 حزيران , 2019 05:18 توقيت بيروت ثقافة

الثبات ـ ثقافة

كتاب البخلاء كتاب أفرد الجاحظ فيه البخل بالتأليف بصورة إبداعية لعله لم يُسبق إليها، فاستطاع أن يصورهم من بيئته ومن يعيشون بالقرب منه، وعرض لنا جوانبهم النفسية، وكيف يبررون لأنفسهم البخل؟ وطرقهم في ذلك على نحو طريف، وأسلوب أدبي خفيف، ولمزيد من التفاصيل تابعونا على موسوعة.

نبذة عن الجاحظ مؤلف الكتاب

هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب، لقب بالجاحظ لجحوظ عينيه، ولد سنة 159 هـ بالبصرة، فقد أباه صغيرًا، فكان يعمل وهو صغير لينفق على نفسه وأهله، ويذهب إلى الكتاب ليتعلم، وييت بالليل في دكاكين الوراقين أو نساخ الكتب، ليقرأ ما عندهم، وكان سريع البديهة، قوي الحفظ، ذا خفة دم وفكاهة، له أسلوب أدبي جذاب ومشوق لا يُمل منه، كان لأسلوبه أثر كبير في تحول أسلوب الكتابة العربية إلى السهل الممتنع، وقد ألف ما يقرب من 150 كتابًا، منها البيان والتبيين، و الحيوان، والبخلاء…

وفي آخر حياته مرض بالفالج، وساءت أحواله ومات سنة 552 هـ بعد أن وقعت عليه كتبه، فكان بحق مفنيًا حياته حتى آخر أنفاسه في سبيل العلم والعمل، منهج كتاب البخلاء وخصائصه

ينقسم الكتاب إلى فصيلتين:

الفصيلة الأولى

يشتمل على مجموعة من الرسائل في الدفاع عن عيش البخلاء وتبريرهم لأنفسهم بخلهم، وهي رسائل ووصايا تمتاز بالطول والإطناب.

الفصيلة الثانية

وهو عبارة عن قصص قصيرة ونوادر بسيطة عن حياة البخلاء وعيشهم، ويبين فيها أن البخل مذهب أخلاقي وفكري، وهناك بعض القصص التي وردت منفردة في الكتاب.

الخصائص الفنية لكتاب البخلاء :

يمتاز أسلوب الجاحظ في الكتاب باللفظ الرشيق، والتنسيق الفريد، والتصوير البارع، والسلاسة والعذوبة، مع ثبات الحجة، وبراعة الوصف، وسحر البيان، وعلى الرغم من أنه يورد الحوادث والأدبار بقوله: حدنا أو أخبرنا  إلا أن الأسلوب ليس لأحد سواه، إلا القول المأثور، أو الأثر المشهور، أو الحديث النبوي، أو الآية الكريمة.

ومع ذلك فهناك بعض التراكيب التي ذمها الجاحظ نفسه، واعترف بقصورها، وأنه وضعها إرضاءً لبعض أذواق عصره.

عدد صفحات كتاب البخلاء

تختلف عدد صفحات الكتاب باختلاف الطبعة، ولكن غالب الطبعات تكون 250 صفحة تقريبًا أو أكثر قليلًا، وهناك طبعة دار الكتب العلمية تحقيق أحمد العوامري وعلي الجارم تبلغ 458 صفحة.

قصص من كتاب البخلاء

فضل الشتاء

قال بخيل: حبذا الشتاء، فإنه يحفظ رائحة البخور، ولا يُحمض فيه النبيذ إذا ترك مفتوحًا، ولا يفسد فيه مرق إذا بقي أيامًا، وكان لا يتبخر إلا في منازل أصحابه، فإذا كان الصيف دعا بثيابه فلبسها على قميصه لكيلا يضيع من البخور شيء.

أكلي وحدي  هو الأصل

قال أبو نواس: كان معنا في السفينة ونحن نريد بغداد رجل من أهل خراسان، فقلت له: لم تأكل وحدك؟ قال: ليس عليَّ في هذا الموضع مسألة، إنما المسألة على من أكل مع الجماعة، لأن ذلك هو التكلف، وأكلي وحدي هو الأصل، وأكلي مع غيري زيادة على الأصل.

شيء بشيء

يقول الجاحظ: حدثني المكي أبو إسحاق قال: كنت يومًا عند العنبري، فجاءته جارية أمه، ومعها كوز فارغ،فقالت: امك تسلم عليك، وتقول: بلغني أنك لففت جرتكم بالخيش، وجعلت بينه وبين خوفها التبن، وتجعله نديًا دائمًا، فصار ماؤكم باردًا، ويومنا شديد الحر، فابعث إليَّ بشربة منها في هذا الكوز أطفي بها حر جوفي، قال: أنت والله كاذبة، أمي أعقل من أن تبعث بكوز فارغ، لكي نرده لها ملآن باردًا. اذهبي فاملئي من ماء جرتكم، ثم عودي وفرغيه في جرتنا، ثم املئيه ماءً باردًا، حتى يكون شيء بشيء.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل