عندما تكون الكاميرا إحدى أدوات المقاومة الفلسطينية.... المخرجة الفلسطينية مي المصري

السبت 28 أيلول , 2019 01:25 توقيت بيروت ثقافة

الثبات ـ ثقافة

في إطار تكريمها في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي، أقيمت ندوة مع المخرجة الفلسطينية مي المصري، حيث تحدثت عن أعمالها السينمائية، وقالت إن الأفلام الوثائقية تحتاج لدراسات طويلة قد تمتد لسنوات.

وأشارت، الى أنها تحب التعامل مع الأطفال وصورت معهم عدة أفلام، منها أجيال الحرب، عن الشباب الذي يطلق عليه جيل الحرب في بيروت، والذي نشأ في خضم الحرب الأهلية في الثمانينات من القرن الماضي، ويتعرض الفيلم لثلاثة أجيال، منهم نضال الذي يبلغ من العمر 13 عاما وهو من الجيل الأول.

وعن أجواء تصوير الفيلم، قالت المصري إن التصوير كان في الخطوط الأمامية في شارع الحمرا، الذي كانت تعيش فيه في بيروت، حيث عايشت الحرب الأهلية، التي أثرت في الأطفال مع الأفلام الوثائقية هناك كثير من الخطط، ولكن هناك مساحة لغير المتوقع دائما وتكون مفيدة للفيلم.

وأضافت أن الفيلم أتاح الفرصة للتعايش مع الأطفال، الذين لا يستمع لهم أحد ويتم استخدامهم واستغلالهم في الحروب، فهم يدفعون الثمن الباهظ، وفي لبنان تم استخدامهم من قبل السياسيين أيام الحرب الأهلية، هذا حرك شعورها كثيرا، وهناك خلط بين الأدوات والضحايا.

الفيلم كان تحديا بالنسبة لمي المصري، كما قالت، وكانت هناك فرصة للتجريب دون وجود نماذج محددة، وكانت تحاول التقاط الفكرة بشكل غير مباشر، فهي لا تحب الطريقة التقليدية في الأفلام الوثائقية، مثل الحديث في مقابلة الكاميرا.

وأضافت الفيلم كان بعدسة 16 ملم، ولم يكن لدينا كثير من الأدوات، ولم تكن لدينا أدوات إضاءة ليلية، فقمنا باستخدام البنزين لإشعال النار لتضيء المكان لنتمكن من التصوير، فالفيلم تم تصويره أثناء الحرب، وكان لا بد من نقل ويلات الحروب وتأثيرها على الأطفال والشباب.

وعن فيلم «أطفال النار» قالت، إن ذهابها لفلسطين للمرة الأولى كان بمثابة نقلة نوعية في حياتها وهويتها، وكان ذلك أثناء الانتفاضة الأولى، ذلك أنها عاشت حياتها خارج فلسطين، وكان هذا تغييرا لفلسطين ككل وتغيرا لصورة الفلسطينيين وهم يقاومون بأجسادهم بدون سلاح، وتم تصوير الفيلم بشكل سري، لأن التصوير كان ممنوعا حتى لا يرى العالم ما يحدث بشكل حقيقي، مشيرة إلى أنها أمضت في فلسطين شهورا طويلة قبل تصوير الفيلم في نابلس، وكان ذلك أمرا هاما من أجل نقل الصورة الحقيقية للعالم حيث أصبحت الكاميرا إحدى وسائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني.

وأضافت أنها شاركت في مهرجانات مصرية كثيرة، مثل مهرجان القاهرة ومهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية، ومهرجان الأقصر.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل