مصطلحات سياسية نسمعها يومياً .. الانتهازية

الإثنين 18 تشرين الثاني , 2019 07:31 توقيت بيروت ثقافة

الثبات ـ ثقافة

أعَلِّـمُهُ الرِّمَـايةَ كُلَّ يَـومٍ        فَلمَّـا اشْتَدَّ سَاعِدُه رَمانِي

وَكَمْ عَلَّمْتُـهُ نَظْمَ القَوَافي        فَلَـمَّـا قَالَ قَافِيةً هَجـانِي

تأتي الانتهازية في قواميس اللغة بمعاني الصيد والدِرْبة والمهارة، وبمعنى انتهاز واغتنام الفرص؛ لتحقيق أعمال وأهداف معينة، وفي العلوم السياسية والاجتماعية، يفترق المصطلح عن دلالته اللغوية الإيجابية، ليكتسب مفهومه السلبي غير المحمود، وهي سلوك فردي أو جماعي، لا يفرق بين الخاص والعام، الذاتي والموضوعي، ويرتبط بشريحة من البشر (مضلِّلون، متملّقون، وصوليون، فاسدون)، وتستقطب تلك الفئات التي تشعر بالنقص والكبت والإحباط، وقد صنفها علماء النفس في درجة الأمراض التي تصيب المجتمع من الداخل.

أولئك الذين يتسلقون أشلاء الآخرين ليصلوا إلى مبتغاهم، يجيدون فن المداهنة والتملق والمدح، مبدعون في رسم الخطط، لا مبدأ لديهم ولا فكرة يدافعون عنها، همهم الوحيد في الدنيا هو الاتكال على الآخرين والركوب على أكتافهم ليحققوا مآربهم، وحالما يحققون المبتغى يطلقون ساقهم للريح ولا يتبقى منهم شيئا إلا الذكرى والشعور بالحسرة وبعض من الشعور بالغباء.

أفضل بيئة للانتهازية..

تنمو هذه الظاهرة في جميع الأوقات والمجتمعات، ولكن، في زمن التغييرات الكبرى، تكون “الثورات” من أفضل الأحوال لبروز ونمو الانتهازية؛ ففي مثل هذا الوضع، تكون القيم القديمة قد بدأت تفقد سيطرتها، والجديدة لم تترسخ بعد؛ ما يفسح المجال أمام الانتهازية لتزدهر، إذ تستغل الفرص للخلط بين القيم المحافظة على التراث، وبين القيم والأخلاق الشعبية المستجدة، في آن واحد؛ للتخلص من الالتزامات والمبادئ والمثل الاجتماعية المكرَّسة، بدعوى التخلص من القيم القديمة، ويساعد الانتهازية على ذلك افتقار المجتمع، في مرحلة كهذه، إلى فكرة واضحة ومقياس سليم؛ يفرّق بهما القيم المتخلفة الواجبة الزوال، عن التراث الإيجابي الذي تجب المحافظة عليه.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل