من غزة ... الفيلم الوثائقي "دارَة" والجائزة العالمية

الأربعاء 17 حزيران , 2020 02:39 توقيت بيروت ثقافة

الثبات ـ ثقافة

آية المتربيعي فنانة فلسطينية من قطاع غزة، تبدع في صناعة الأفلام الوثائقية، نشأت على حب الكتابة، وتمارس التعليق الصوتي والدوبلاج بكافة ألوانه و أنواعه.

وفازت آية مؤخرًا بفيلم "دارَة" بجائزة الجمهور في مهرجان"the world film festival 2020  Girls impact" المنعقد بالولايات المتحدة الأمريكية في دورته الثامنة، لتثبت مقولتها الشهيرة التي دائما ما تعرف بها نفسها "عندما تتنفس الشغف يُولد الفن، الصورة والصوت".

وتقول آية،"بدأت قصتي عندما شاركت في إحدى المعارض في "قرية الفنون والحرف"، عندما كنت طالبة ثانوية، شاركت وقتها في ثلاث لوحات، وكان لي زاوية خاصة في المعرض، وقف أستاذي في الرسم محمود عيد، عند لوحة الفتاة الأفغانية وقال لي: "هذه ليست لوحة، هذه قصة فنية"، هنا بدأت أرى الألوان تتحرك، في سرد قصصي لوني، ومن هنا وبكل حماس كنت وقتها في عمر ١٦سنة، ذهبت لمعلمة التكنولوجيا، وقلت لها: "أريد أن أصنع فيلما، ودخلت وقتها في تحد جميل مع نفسي وبعد شهر من العمل على الفيلم والتصوير، أصدرت أول تجربة فيلمية لي "طالبات الثورة". 

وبينت آية أنها "شاركت الفيلم في مسابقة وفاز!! رغم أنه لم يكن متقن، لكنه تحدث عن آلام وآمال الطالبات الغزاويات"، وأوضحت أنها "عندما أصبحت في التوجيهي كان التحدي الأكبر  كيف أوازن بين الدراسة والأفلام، لم أهمل الدراسة، ولكن في نفس الوقت لم أتخل عن مشاهدة الأفلام الوثائقية، وبقيت أجرب بصناعة الأفلام والآن في الجامعة، أصبحت تجاربي ناضجة، وتخصصي  في إدارة الاعمال باللغة الإنجليزية، كان خياري الممتاز، الذي أعزز به فكرة المخرج، وإدارة اللوكيشن في التصوير، إضافة إلى الوعي في كتابة قصة تناسب الجمهور".

وفي عام ٢٠١٩، كان أول فيلم وثائقي لي "دارة"، كل الفيلم من الألف الى الياء من صنعي، و"دارة" هو فيلم وثائقي بورتريه-شاعري يعرض فلسفة الدائرة في حياة الشابة الغزية يارا أيوب،  أخصائية بصريات، وهاوية للتطريز بالتارة، تصنع لوحات رائعة باستخدام الإبرة والخيطان، نرى الكثير من الدوائر في حياتها، كيف توفق بين هذه الدوائر، وهل من دوائر جديدة تطمح لها.؟ ينتهي الفيلم بيارا وهي تقول: " في كل مرة نضيف دوائر اهتماماتنا، شغفنا، نكبر، يمكن أن نصبح جزءاً من هذا العالم".

وأشارت إلى أن "الفيلم عرض في يوم المرأة، في مهرجان صغير محلي في أيام المسرح وبعدها عرض في مهرجان أفلام الطلاب في فلسطين، في جامعة ديوك الأمريكية، وبعد أشهر طلبوا مني إدارة المهرجان أن يكون الفيلم ضمن الأرشيف الفلسطيني للأفلام في مكتبة روبنشتاين، وذلك قبل يوم إعلان جائزة الجمهور في مهرجان "Girls impact the world".

وأضافت: "كان هذا المهرجان عالمياً من تنظيم مؤسسة Connect her النسخة الثامنة منه، وتقدم للمهرجان أكثر من ٤٠٠ فيلما،  تأهل للمرحلة الأولى قرابة ال٦٠ وأعلنوا بدء التصويت لمدة شهر على جائزة الجمهور، واختاروا  اكثر عشرة افلام تم التصويت لها، والحكام اختاروا ثلاثة منهم مرشحين، و"دارة" هو الفائز، وترشح بعدها لجائزة أفضل إنتاج".

وتختم آية: "دارة".. ليس الفيلم الأول ولا الأخير، هذه فكرتي، ونحن في غزة، قادرين على الرسم والتلوين بأبسط الإمكانيات، نكتب ونصنع أفلام قصصنا وشخصياتنا وبذكائنا نوصلها للعالم، وننافس ونكون الوحيدين من غزة بالمهرجانات"، موضحة أن "الأفلام ولغة السينما العالمية، المكان الوحيد لي بعد رحلة من البحث عن الشغف الحقيقي في سن صغير، الأفلام هي التوليفة التي تجمع كل التجارب الفنية السابقة لي ودائما أقوم بأعمالي كما لو أنها الأعمال الفنية الأخيرة التي أحظى بها، أنجزها بكل حب وكفاءة، كنت باحثة عن الإبداع الذي يجعل من الفكرة حقيقة، فأنا هنا لأجعلها صوت، نص أو حتى صورة، وهدفي الأول والأخير هو أن أرفع رأس وطني فلسطين عاليا، وأجعله دائما يحلق في السماء.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل