ويبقى سلاح العلم هو الأنجع للإنسان

الإثنين 21 أيلول , 2020 12:45 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات 

كانت الناس تتهافت إلى دور العلم بحثاً عن عالم أو فقيه أو فيلسوف يعطي ويعلم، وهذا التهافت كان مصحوباً بالتواضع وحب العلم والهمة العالية، إلى أن يصل الإنسان مبتغاه ويسطر اسمه بين الكبار الذين ذكرهم التاريخ ودون علمهم وحفظ أسماءهم، وهذا كله انطلاقاً من قوله تعالى: {وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} سورة طـه-الآية 114، هذه الآية المباركة جاءت تحث على طلب العلم لا شيء سواه، لا مال ولا جاه ولا سلطان، بل العلم ولا شيء سواه، ومنه أيضاً قوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب} سورة الزمر-الآية 9، وهذا الفارق يأتي من باب تحديد كل ذي اختصاص باختصاصه لا من أجل أن يرى المتعلم نفسه على الأمي، وأيضاً جاءت من باب التحفيز للأميين ببذل الجهد للتعلم، و قال تعالى : {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَ أُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ} سورة آل عمران-الآية 18،  وقال صلى الله عليه وآله وسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( طلب العلم فريضة على كل مسلم ))، وقال عليه الصلاة والسلام: (( إن الله و ملائكته و أهل السموات و الأرض حتى النملة في جحرها و حتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير ))، وعن أبي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة )) أخرجه مسلم.

وهنا أيضاً حقيقة هامة لا يمكن تغافلها والتي ظهرت في الأرض عند نزول جبريل عليه السلام لأوَّل مرَّة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دين (الإسلام) دينٌ يقوم على العلم ويرفض الضلالات والأوهام جملةً وتفصيلاً؛ حيث نزل الوحي أوَّل ما نزل بخمس آيات تتحدَّث حول قضية واحدة تقريبًا، وهي قضية العلم، قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} سورة العلق-الآية 1-5.

ظهرت التكنولوجيا التي جرفت معها مئات المتعلمين وغير المتعلمين لتصل بهم إلى بوابات البنوك، التي تضمن لهم المستقبل، وهذا المستقبل لا يهم كيف يكون، إنما الموجود وهو الأهم المال، الغنى والترف والشهرة والسلطة، وهكذا حتى ضربت ضمائر هذه البشرية على تعدد ثقافتها وجنسياتها وألوانها، حتى وصلنا إلى يوم التزوير والتحريف وبيع الشهادات والوثائق العلمية لتساوي بين المتعلم الذي تعب وسهر وبذل كل ما لديه مع المتكاسل الأمي الذي لا يعرف ما يقرأ، مال أفسد صاحبه وهكذا يستشري المرض ليضرب العائلة التي ستنجب حتى تكوّن مجتمعاً وهكذا ليصل إلى المدينة برمتها. طلب العلم مهم في زماننا هذا، علم مصحوب بالأمانة العلمية وصدق النيّة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل