قصص الصالحين .. "زهدٌ قلّ نظيره"

السبت 26 أيلول , 2020 05:05 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

 

قصص الصالحين

"زهدٌ قلّ نظيره"

 

قال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (الحديد 20)

ترشدنا هذه الآية الكريمة إلى حقيقة الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة، حتى زهد فيها أهل الله وخاصته فقللوا من متاعها ولم يجعلوها غاية مأمولهم وحقيقة الزهد هو الإعراض عن ملذات الدنيا وتركها احتقاراً لها ومخافة حسابها.

روي أن هشام بن عبد الملك حج أيام خلافته، وبينما هو داخل المسجد الحرام،  وجد سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، فقال له:

يا سالم سلني حاجتك فأقضها لك، فقال سالم: إني والله لأستحي أن أسأل في بيته غيره ثم خرج سالم، فتبعه هشام واستوقفه وقال له: الآن خرجت من بيت الله، فسلني حاجتك، فقال سالم : أمن حوائج الدنيا يا أمير المؤمنين، أم من حوائج الآخرة؟، فقال هشام بتعجب: من حوائج الدنيا طبعاً، فقال سالم: إني ما سألتها ممن يملكها، فكيف أسألها ممن لا يملكها؟

ولقي سفيان الثوري رابعة العدوية وكانت رثة الحال فقال لها: يا أم عمرو أرى حالاً رثة فلو أتيت جارك فلاناً لغير بعض ما أرى، فقالت له: يا سفيان وما ترى من سوء حالي؟ ألست على الإسلام فهو العز الذي لا ذل معه والغني الذي لا فقر معه والأنس الذي لا وحشة معه؛ والله إني لأستحيي أن أسأل الدنيا من يملكها فكيف أسألها من لا يملكها؟، فقام سفيان وهو يقول: ما سمعت مثل هذا الكلام.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل