سلسلة أسماء الله الحسنى .. اسم الله "الجليل"

الأربعاء 02 كانون الأول , 2020 02:45 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات – إسلاميات

 

سلسلة أسماء الله الحسنى

اسم الله "الجليل"

 

 

الجليل من له الجلالة والعِزّ والغنى والنزاهة، والجليل: هو العظيم الذي يتنزه عما لا يليق به، والجليل: كاشف القلوب بِأوصاف جلاله قد يطَّلِع قلب المؤمن، قد يكشف قلب المؤمن بِإذن الله عن بعض أوصاف جلال الله فهو سبحانه يكشف للقلوب المنيبة بعض أوصاف جلاله، ويكشف للأسرار بعض نعوت جماله، وكل ما في العالم من؛ جلال وكمال وحسنٍ وبهاء؛ فهو من أنوار ذاته، وآثار صِفاته، كلمة جلّ جلاله: أيْ عظم قدره وتنزّه عما لا يليق به.

 وقال بعض العلماء: الجليل: هو المستَحِق للأمر والنهي، فهو وحده الذي يأمر وينهى، هو الذي يُشرِّع. والجليل، هو الذي يصغُر دونه كل جليل، ويتّضِعُ معه كل رفيع، وقيل الجليل: الذي جلّ قدره في قلب العارف بالله. الجليل: هو الذي جلّ قدره في قلوب العارفين -لو شققتَ على قلب المؤمن لرأيت فيه تعظيماً لله لا حدود له وخشيةً لله لا حدود لها - ولقد عظم خطره في قلوب المحبين يعني:

والجليل هو الذي جل في علوّ صفاته، وتعذّر بِكِبرِيائه أن يُعرَف كمال جلاله؛ فَعَظَمته أعظم من أن تُعرف، أو أن يُحاط بها. أحياناً تلتَقي بِإنسان عِدّة لِقاءات فتكشِف بها كل جوانبه، وتسْتَوعِب كل إمكاناته لكن لا يمكن لِمخلوقٍ أن يحيط بِقدْر الله عز وجل، ولقد تحدّث بعض الأئمة عن الفرق بين الجليل، والكبير، والعظيم.

قال الإمام الغزالي: "أن الجليل: هو الموصوف بِنُعوت الجلال -ونعوت الجلال، الغِنى، والمُلك، والتقديس، والعلم، والقدرة"، فهُناك بعض الصِّفات تُحدِث في النفس تعظيماً، الجليل: هو الموصوف بِنعوت الجلال، والجامع لِصفاتها جميعها، وهو الجليل المطلق، والجليل المطلق هو الله تعالى، والكبير: هو الذي يرجع في صفاته إلى كمال الذات، فهناك كمال للذات وكمال للصفات - مجموع الصفات التي ترتبط بِكمال الذات: الكبير، ومجموع الصفات التي تتعلق بِكمال الصفات: الجليل. وأما العظيم: فهو الذي جمع صفات كمال الذات، وصفات كمال الأفعال.

أنه تعالى يُكاشِف القلوب مرَّةً بِوَصف جلاله " فَأحْياناً يشعر الإنسان بِحالٍ طيِّبة وسُرور وانْطِلاق وبِفَرْحة؛ فالله جل جلاله يتجلّى عليه باسم الجميل، وأحياناً يشعر بالخوف والقلق على مصيره هل له عند الله المكانة التي يتمناها؟ وهل عملُه كما يُرضي الله عز وجل؟ وهل نواياه بِالشكل الذي يرضى الله عنه؟

 أحياناً يقع الإنسان في موقف أقرب إلى الخَشْية منه إلى الطُّمأنينة فإذا تجلى الله على الإنسان بِاسم الجليل امتلأ القلب خَشْيَةً، وإذا تجلى الله على عبده باسم الجميل امتلأ القلب فرحةً، وربنا عز وجل يُقَلِّب هذا القلب البشري بين الخشية وبين الطُمأنينة، إن ازدادت طمأنينته يُخيفُه، وإن ازداد خوفه يُطَمْئنه، قال تعالى:

﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾

فعلى الإنسان أن يُراقب قلبه، فليس الإنسان عقْلاً وحده، ولا قلباً وحده، فالعقل غِداؤه العلم، والقلب غِداؤه الذِّكر والحب، فَالإنسان إذا شعر أن قناعاته قويَّة، واطمِئنانه بالله زاد عن الحد المعقول فإن الله جل جلاله يتجلى باسمه الجليل فَيَخاف وحينما يزداد خوفه إلى درجة قد يُقْعِده الخوف عن متابعة الطريق، يتجلى الله عليه باسم الجميل.

وما سُمِّيَ الحال حالاً إلا لأنه يحول ويزول والإنسان يتقلب في الحال الواحد كما قال بعضهم: المنافق يثبت على حالٍ واحدة أربعين عاماً، بينما المؤمن من شدَّة خشيته، وشدة حِرصِه، على طاعة ربه، وقَلَقِه على مصيره عند ربه، يتقلب في اليوم الواحد أربعين حالاً.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل