تربية الأبناء .. "ضرب الأبناء مشاكل وحلول"

السبت 05 كانون الأول , 2020 02:47 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

 

تربية الأبناء

ضرب الأبناء مشاكل وحلول

 

حين تنتكس الفطرة وتنقلب على أعقابها، وعندما يصبح الأبوان - مصدر الأمان والاطمئنان - مصدرا للخوف والرعب والتدمير لأبنائهم , وحينما نرى آباء وأمهات يُقدِمون على الإيذاء المتعمد الجارح ماديا ومعنويا لأبنائهم, وحين يزداد الطين بلة وتصل الطامة الكبرى إلى أن نسمع عن جرائم قتل حقيقي متعمد للأبناء على أيد ملوثة خاطئة من آبائهم - مهما كان مبررهم إن كان لهم مبرر من الأساس -  حينها ندرك يقينا أننا نسير بخطى مسرعة إلى الهاوية وندرك أن العالم العربي والإسلامي يحتاج إلى جهد خارق لا يكل ولا يمل من المربين والعلماء ليتداركوا ما تبقي للأمة من أخلاقها وقيمها ومبادئها، فاﻷصل أن الضرب ليس وسيلة للتربية والتعليم وقد يلجأ إليه إذا اعوزت الوسائل اﻷخرى ولكن بضوابط شرعية وفي حدود ضيقة، فالضرب من أجرم الجرائم وأسلوب شنيع وعواقبه وخيمة وغير محمودة! لذلك نهى الله عز وجل عنه وجعله آخر الدواء وبضوابط شرعية، والمراد بالضرب هنا: الغير مبرح، بأن يكون ذلك بالعود وهو المعروف بالسواك!

فشأن الضرب عظيم جداً، لذلك جعله الله آخر الحلول والكي آخر العلاج!، ولا يكون إلا في مقام التأديب والتعليم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر" فيجوز فيه بشروط وضوابط:

1- ألا يكون السوط -اﻵلة- أكثر من ذراع.

2- ألا يظهر إبط الضارب.

3- أن ينزل قوة العصا لا الذراع.

4- كون صوت الضارب أعلى وأرهب من صوت العصا وحرارته.

5- ألا يترك أثراً في الجسد.

6- أن يمتنع عن السب والشتم حال الضرب.

7- ألا يوجه الضرب إلى اﻷعضاء الحساسة كالرأس والوجه وغيرهما.

8- ألا يضرب وهو شديد الانفعال والغضب ﻷن ذلك يخرجه عن سيطرته.

 

 

حلول أخرى تغني عن الضرب

ثمت حلول وبدائل تساعد على التخلص من أسلوب الضرب والتنقل إلى أساليب مناسبة ومحببة ترضي الطرفين للارتقاء إلى المسار الصحيح والمنهج القويم، من ذلك:

 

1- التدرج في إنزال العقوبة وباﻷسهل فاﻷسهل بحيث يبدأ بالنصح والموعظة ثم استدعاء ولي أمره وهكذا.

2- تفعيل برامج التوعية بتوزيع الكتيبات والنشرات والمطويات للتوجيه والإرشاد وغرس القيم والمبادئ الحسنة عند نفوس الطلبة.

3-توجيه كلمات الشكر والثناء والتشجيع للمجتهدين والمتفوقين وتثمين جهودهم؛ ليكونوا قدوة لغيرهم، فيتأسى بهم الطالب الغير جيد؛ لينال ما نالوا من التفوق والرفعة والنجاح المبهر.

4- أن يفرض على الطالب القيام بأعمال يلفت النظر ويثير الدهشة ويشعر عن قيمته كأعمال الصف؛ ﻷن هدفه من المشاغبة هو إثبات ذاته، وهذا اﻷسلوب يحقق له غرضه.

5-ترغيب الطالب بتثمين جهوده وذكر أعماله الحسنة أمام بقية الطلاب ومكافأته بالهبة أوب إعطاء درجات المادة أو غيرهما مما يبهجه ويرفعه.

6- حرمان الطالب من أشياء يحبها كالمشاركة في اﻷنشطة أو اﻷلعاب الترفيهية أو الرحلات والرياضة، ويكون هذا الحرمان مؤقتا حتى ينضبط ويتعلم اﻷسلوب الحسن ويطبقه في واقع الحياة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل