السينما الفلسطينية في مواجهة الاحتلال

السبت 06 شباط , 2021 09:08 توقيت بيروت ثقافة

الثبات ـ ثقافة

تعتبر السينما أحد الفنون الإنسانية الراقية التي تعبر عن واقع المجتمع الإنساني، وهي أفضل من ينقل عن معاناة المجتمع وارسال الرسالة والصرخة الإنسانية وتعبر عن ضمير المجتمع، فالشاشة الكبيرة التي ترسم ملامح ومكونات مجتمع بأكمله لتعبر عن طموحاته واحلامه ومعاناته وفنه، فهي تجمع الفن والواقع والرمزية والخيال والامل والتغيير والطموح الأكبر.

بدأت السينما الفلسطينية على يد الرائد السينمائي الفلسطيني الأول إبراهيم حسن سرحان عام 1935، وذلك عندما صوّر فيلماً تسجيلياً قصيراً مدته 20 دقيقة عن زيارة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود لفلسطين، واستمرت المحاولات والتجارب السينمائية الفلسطينية من قبل النكبة وبعدها وبداية انطلاق الثورة الفلسطينية فقد اهتمت منظمة التحرير الفلسطينية بالسينما ودعمتها لتقدم ما بين أفلام وثائقية او أفلام تسجيلات لشهادات يومية حول معاناة الشعب الفلسطيني وثورتها، وكانت السينما تعبر عن رؤية ورسالة الشعب الفلسطيني للعالم ونقل معاناته وهمومه واماله واحلامه.

فقدم مخرجين فلسطينيين نماذج مشرف من الأفلام السينمائية الذي عرضت بأكبر مهرجانات العالم كمهرجان كان من ميشيل

خليفة عاشق الجليل، الى ايلياء سليمان يد الهيه والزمن الباقي، الى هاني أبو اسعد بفيلم عمر وغيرهم، فكانت فلسطين المقاومة حاضرة بسلاح المقاومة السينمائية بمهرجانات الحب والسلام العالمية، فعاشق السينما الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي قدم عدة أفلام فلسطينية الوجع وعروبية الانتماء وفلسطينية الهوية.

إن السينما تزال وستزال تقلق دولة الاحتلال فالفنان الفلسطيني محمد بكري مخرج فيلم "جنين جنين" من المخرجين والفنانين الملتزمين بقضايا الامة ومعبر عن معاناتها وداعم السلام وخريج مدرسة الجبهة (الجبهة عرب يهود) تناضل من اجل السلام، ورسالته للعالم بفيلمه الذي اخرجه بعام 2002 عما يفعله الاحتلال، فمازال يزعج ويقلق دولة الاحتلال فبعد ثمانية عشر عام  وبتاريخ 1/11/2020 صدر قرار من المحكمة المركزية الإسرائيلية بمدينة اللد بمنع عرض الفيلم الذي ينقل قصة اجتياح مخيم جنين من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2002 برواية ضحايا الاجتياح الذين شاهدوا جرائم الحرب التي ارتُكبت في المخيم.

فعلق المخرج على دعوى الجندي الاحتلالي الذي رفع الدعوى "لم يحدد المشتكي في أي مشهد قمنا بتشويه سمعته، فكان الرد فان مجريات الفيلم بأكمله مست به".

وعلى وزارة الثقافة الفلسطينية أخذ دورها بان تدعم الفنان محمد بكري بحملة دولية لمساندته بسبب المحاكمة الإسرائيلية العنصرية التي تمارس ضده وضد فنه، ونقل محاكمته للعالم اجمع بالضغط على إسرائيل لمنع محاكمة الفن والفنانين.

ان المحاكمة تتعارض مع القانون الدولي كالإعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية وخاصة الماد 19 منه التي تنص على: "1- لكل إنسان حق في اعتناق آراء دون مضايقة. 2-لكل إنسان حق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها".

وادعو وزارة الثقافة الفلسطينية ان تخلق رؤية سينمائية معبره عن هويتنا الفلسطينية بمكوناتها الثقافية لما للسينما ومن دور، لمواجهة الاحتلال والتطبيع الذي يعطي شرعية لهذا الاحتلال، فلدينا قضية وطنية ولدينا مخزون عربي اصيل نؤسس عليه من اجل المواجهة لوجهين الخراب والدمار الاحتلال والتطبيع.

ختاماَ: يقول المثل الصيني "إن صورة واحدة تعادل عشرة آلاف كلمة”.

 

عمر رمضان صبره ـ فلسطين اليوم


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل