نظرات في الإعجاز القرآني ... {قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا}

الأربعاء 12 أيار , 2021 03:52 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

هناكَ خلفَ ليل يستر، وخلف جدران سميكة لا تصدر صوتاً، يخرج صوتان، واحد مؤمن، متيقن، طالب، شاكر، حامد، محب، مبتهل، ممجد، معظم، راكع، ساجد، مسبح، ذاكر لله، تال للقرآن، يدعو ويدعو علّ الله يكفر عنه سيئاته، ويحفظه ويجعله من الصالحين البارين الفئزين الناجين المقيمين في الفردوس الأعلى، وواحد يجلس ساعات وساعات في ضلال تحت الظلال، يحسب أن لا أحداً يراه، لعب ولهو ومجون، وكثير من شبابنا اليوم غافلون، يجلسون مع بعضهم على ورق الشدة وغيرها من هذه الألعاب، ويسمعون صوت المنادي ينادي للفجر فلا يتحركون من مكانهم وتذهب عليهم صلاة الفجر، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه مبينناً حال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مع ربه تبارك وتعالى، في تفسير قوله تعالى:

{قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا} سورة المزمل-الآية2: الحبيب يصفو مع حبيبه، فكل يذهب في الليل إلى ما يصبو إليه، المؤمن إلى ربه والعاصي إلى معصيته، فالمؤمن من يعبد ربه ويذكره في ليله ويخلو معه، وهذه أول طرق الرسالة؛ وهي علاقة النبي صلى الله عليه وسلم بالله سبحانه وتعالى وذلك من أجل أن تصفو نفسه؛ لأن القرآن الكريم أمر عظيم ويحتاج إلى صفاء النفس من أجل أن يحمله.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل