لجوء الفكر الغربي إلى عالمنا العربي

الإثنين 27 أيلول , 2021 12:42 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

ظاهرة نزوح مخيفة، نحو التعصب العرقي، بحجة شعوب منفتحة ومتحضرة، وحياة جيدة، وراحة ما بعدها راحة، والأكثر والأهم أموال كثيرة، وهذا كله محض خيال، بلادهم بلدان احتلال وقتل وتشريد، والتاريخ يشهد، غزوا بلادنا واحتلوها ونهبوا ما فيها؛ بغية الوصول إلى هذا، لم يبق لهم من الغزو سوا شبابنا وشاباتنا، عقول تعلمت وعرفت وتحضرت لتعطي، فخلقوا مشاكل فيما بيننا، وحاصرونا، وشوهوا صور حكامنا، وجعلونا نثور عليهم، وبعدها فتحوا حدودهم بغية الإنسانية، وهم لا يكادون يصلون إلى هذه العبارة، حتى يعرفوا معناها الحقيقي، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في قوله:

أرضنا أرض مباركة بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك لنا في شأمنا، الله بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ قال: اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله في نجد؟ (قال الرواي) فأظنه قال في الثالثة: هنالك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان))؛ لهذا لابد لنا وأن نبقى بها، رغم الحصار والاضطهاد والجوع والفقر؛ فهي أرض رباط، لا تشبه مثيلاتها من الأراضي الأخرى ولا حتى الأوروبية، بل إن أوروبا هي المسؤولة والمتسببة بكل ما يجري في أراضينا من اقتتال وحروب وفوضى وحصار؛ لكي تسلب شبابنا وشاباتنا لمحاربتنا بهم؛ لأن من استعمر في التسعينيات من القرن الماضي، وضرب بالرصاص الحي أهلنا في سوريا ولبنان ومصر وفلسطين، ويأتي اليوم ليشفق عليهم! فتح لهم أبواب الهجرة! لماذا لا يبقيهم ويعطيهم ما يعطيهم وهم في بلادهم؟؛ إنما هو استنزاف المنطقة من الطاقات الشبابية؛ لكي نعود إلى الوراء في التقدم والرقي والازدهار؛ وإراحة العدو الصهيوني في الجوار، بحيث لا يبقى من يواجهه ويحمل السلاح ضده.

علينا أن نحذر من تجار البشر الذين يأخذون الأموال الكثيرة من النازحين بغية إيصالهم إلى إحدى الدول الأوروبية، ليقوم هذا التاجر بوضعهم بالمئات في قارب صغير؛ ليغرق بهم في عرض البحر وهم مسافرون، وهذه رأيناها ونراها دائماً على شاشات التلفزة. الجلوس على طاولة واحدة مع الجانب الآخر شيء مهم، طبعاً الجانب الآخر من أبناء البلد الواحد، وبالأخص في لبنان، ويجب على الأفرقاء اللبنانيين أن يتفقوا فيما بينهم؛ كي لا نغرق جميعنا ونذهب إلى المكان الذي يريده عدونا، وهو الاقتتال من جديد تحت نزعة طائفية أو عرقية أو حزبية.

وإذا ما ذهبنا إلى الإقليم، فإننا ندعوا جميع الدول العربية والإسلامية إلى الحوار فيما بينها، وتقريب وجهات النظر، ووقف الاقتتال وإراقة الدماء؛ عندما نكون كتلة واحدة نستطيع الخروج من هذه الأمور الضيقة، وهذا يأتي من منطلق وحدة الأمة؛ الأمة المتكاملة والمتعاضدة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل