الحب في الله ... سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه

الخميس 11 تشرين الثاني , 2021 06:33 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

الحب: كلمة مكونة من حرفين، أي أنها خفيفة النطق على اللسان، إلا أن لها دلالة كبيرة من حيث المعنى، والحب يختلط على الناس؛ لذلك يظن بعض الناس أن الهوى هو حب، وكثيراً ما يستعملونها في الماديات، فعلينا التيقظ والتنبه لهذا الفرق بين الإثنين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحبَّ للَّهِ وأبغضَ للَّهِ ، وأعطى للَّهِ ومنعَ للَّهِ فقدِ استَكْملَ الإيمانَ))، ننطلق من هذا الحديث لنأكد أن الحب لا يستعمل إلا في الأمور المعنوية، وهذه الكلمة لم تذكر إلا وتقرن بالله سبحانه وتعالى، فالحب لا يكون إلا لله، وإذا أحببنا أحداً من خلقه لا نحبه إلا بالله، قال الله سبحانه وتعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِۦ فَسَوْفَ يَأْتِى ٱللَّهُ بِقَوْمٍۢ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَآئِمٍۢ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ} سورة المائدة-الآية 54، الحب يزيد ولا ينقص، أما الهوى يزيد وينقص، وممكن أن يذهب كلياً في حال الوصول إلى المنفعة الملموسة. الحب مبني على أسس معنوية أخلاقية لهذا هو في ازدياد دائم؛ لأن أسسه متينة متراصة، أما الهوى فمبني على مصلحة، هذه المصلحة إما أن تكون من قبل طرفين كعمل مثلاً أو من طرف واحد كالوصول إلى منصب أو سلطة عن طريق هذا الشخص، وبالتالي فإن الهوى يزول بزوال هذه المصلحة أو انقضاء ذلك العمل، والنبي صلى الله عليه وسلم أشار بقوله: ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)).

الإنسان يستند إلى ثلاثة أركان: 1- العقل 2- لحم ودم 3- العواطف والمعاني القلبية

الحب يبدأ بالعقل وينتهي بعد ذلك بالعواطف، لهذا كل من يخالفك في عقلك لا يستطيع أن يتوافق معك عاطفياً.

أحب الله سبحانه وتعالى وتعرف عليه من خلال عباداتك، واعلم أن هذا الحب سيكون حاجزاً أمام المعاصي والذنوب المحيطة بك والذي يقيك من الوقوع بها أو الاقتراب منها.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل