سلسلة أسماء الله الحسنى .. اسم الله "المقيت"

الإثنين 15 تشرين الثاني , 2021 10:58 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

 

سلسلة أسماء الله الحسنى

اسم الله المقيت

 

معنى اسم الله المقيت

 المقيت: من القوت، أصله: قات يقوت قوتًا، والقوت في اللغة هو ما يمسك الرمق من الرزق، يقال: قات الرجل أي أعطاه قوته، ويطلق على الشيء المدخر المحفوظ الذي يقتات منه حين الحاجة فيسمى قوتاً، كالطعام الضروري الذي تدخره في بيتك تأكل منه وأسرتك، أمَّا الشيء الزائد عن الحاجة فلا يسمى قوتاً.

وبهذا يكون القوت على دربين: (قوت للأبدان، وقوت للأرواح)، فالماء والطعام المتنوع قوت ضروري للبدن وبنسب محددة لو قلت هلك البدن، وكذلك القلب له قوته الضروري الذي بدونه يهلك ويموت، وقال بعض أهل العلم: "المقيت يأتي بمعني المقتدر".

وقدْ وردَ في القرآنِ مرَّةً واحدةٍ، قالَ تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً﴾ [النساء: 85]، ومِنْ معانِي هذا الاسمِ العَظِيمِ أنَّ اللَّهَ على كلِّ شيءِ حفيظٌ وشهيدٌ، والقائِمُ على كلِّ شيءٍ بالتَّدبيرِ، ومنْ معانِي هذا الاسمِ -بلْ قدْ يكونُ أرجحهَا- القديرُ، ومنْ معانِي الاسمِ أنَّ اللَّهَ هو الَّذِي يعطي القُوتَ وَالأَرزاقَ، فهو الَّذِي أوصلَ لكلِّ موجودٍ ما بهِ يقتاتُ، وأوصلَ إِليهَا أرزاقَهَا، وصرَّفَهَا كيفَ يشاءُ بحكمتِهِ، ولطْفِهِ، وفضْلِهِ، فلولَا اللَّهُ جلَّ وعلَا لَمَا استطاعت النَّملةُ أَنْ تعيشَ وسطَ هذهِ الأمْوَاج الهائلةِ منَ الإِنسِ، والحَيوانِ والحشراتِ، والدوَابِ، ومع ذلِكَ يصلُ إليهَا قُوْتَهَا وما يَكْفِي حاجَتهَا، فسبحانَ مَنْ أتقنَ كُلَّ شيءٍ خَلقَهُ ثمَّ هَدَى، حيثُ هداهُمْ إِلى ما بهِ يقتاتُون،َ وأرشدَهُمْ إِلى ما عليْهِ يعِيشُوْن، وَكذَلِكَ نتأَملُ لحياةِ البحَارِ كيفَ يقتاتُ منْ يسكنُ في أعماقِهَا؟

 وكيفَ استطَاعَتْ صغارُ الأَسماكِ أنْ تقتاتَ حتَّى نمَتْ وكَبُرَتْ وسطَ أسماكٍ مسْتعِرَةٍ تتسلطُ فيها الصغَارِ على الكبار؟

ولوْ كانَ بمقْدُوْرِهَا لمْ تُبْقِ ولم تَذَر سمكَةً صغيْرَةً حتى تَكْبُر، فاللَّهُ تكفَّلَ بالأَرْزَاقِ، وسخَّرَ الآبَاءَ للأَوْلَادِ.

 

المعاني الإيمانية التي نستخلصها من اسم الله المقيت:

1-ألا نأكل إلا الحلال الطيب، فالله يطعمنا الطيب ويسقينا الطيب وما أحل لنا إلا الطيب، ولن يقبل منا إلا الطيب.. فأطب مطعمك وكل الحلال. فالحلال الطيب من أعظم القربات عند الله،

2-شاهد المنعم في نعمته: كان أحد السلف إذا أمسك بتفاحة قال: "سبحان الله"! وكانوا يتعجبون من دقة خلق الرمان. فتفكر في طعامك وشرابك وما أعطاك من النعم.

3- ألا تطلب حوائجك إلا من الله لأن خزائن الأرزاق بيده. فعلى الإنسان أن يسأل ربه حاجته كلها لأنه سبحانه هو الذي يقيت هذا البدن وهذه النفس.

4-أن يسعى العبد لقوت قلبه وروحه، فكما يغذي بدنه عليه تغذية قلبه، فإنه يجوع ويعطش كما يجوع البدن ويعطش.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل