الانحراف العقائدي ومخاطره على المجتمع ... سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه

الإثنين 20 كانون الأول , 2021 12:24 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

العقيدة: علم يتعلق بمباحث الألوهية، وهي أسُّ الموضوع، ثمّ تأتي أحكام الأنبياء وما يتعلق بهم، وبعدها أمور الغيبيات والعقاب والحساب، وهذه كلها وجدت من أجل ألا يقع الإنسان في فوضويات الدنيا، ولو نظرنا إلى الفوضى التي يعيشها عالمنا العربي والإسلامي نجد أنّ الخلاف ما هو إلا عقائدي، كلٌّ ينظر إلى نفسه أنّه على حق، وكل فئة تكفر الفئة الأخرى باسم العقيدة الفاسدة والعقيدة السليمة.

الانحراف في الأمم السابقة كان موجوداً، وعندما يكثر هذا الانحراف يرسل الله سبحانه وتعالى الأنبياء يذكرونهم ويعظونهم ويحثونهم على الطاعة ومخافة الله سبحانه وتعالى، وبما أننا آخر الأمم كان النبي صلى الله عليه وسلم آخر الرسل، إلا أنّ الانحراف بات موجوداً؛ لهذا هيأ الله سبحانه وتعالى علماء أفذاذ يجددوا لنا أمر ديننا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها))، إن دور العلماء كبير في القضاء على بعض الطفيليين الذين يريدون أن يبرزوا أنفسهم ويسيطروا من خلال الدين، ودور العلماء هنا يكمن في تبيين الصورة وتوضيحها بشكلها الصحيح. العقيدة الصحيحة: هي التي تتعلق بالفكر والعلم نحو الله تبارك وتعالى كما أنزله الله عز وجل، لا كما نحن نفكر، وعبادة الله سبحانه وتعالى لا تكون إلا كما شرع سبحانه وتعالى.

الإنسان يولد على فطرته، وقد أخذ الله سبحانه وتعالى منه العهد على ألا يعبد سواه، قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِىٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُواْ بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَآ ۛ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَٰفِلِينَ} سورة الأعراف-الآية 172، وبعدها يتطبع بأطباع مجتمعه وأهله وذويه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه))، لذا علينا ألا نغفل عن شرع ربنا تبارك وتعالى، وأن نعود إليه في كل أمور حياتنا؛ كي لا نغرق في أوحال الانحراف المجتمعي.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل