جهاد النفس ... سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه

الجمعة 24 كانون الأول , 2021 04:11 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

قال الله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} سورة الأنفال-الآية30، طلب الله سبحانه وتعالى منك أيها الإنسان الاستقامة، والتي تجعل منك عبداً موصولاً بالله سبحانه وتعالى، عليك أن تكون مع الله سبحانه وتعالى؛ لأنه أكرمك بالوجود ولك طريق الهداية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا تَقَرَّبَ العبدُ إليَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إليه ذِرَاعًا، وإذا تَقَرَّبَ إليَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وإذا أتاني يمشي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَنِ الهِجْرَةِ، فَقالَ: لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وإذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا))، لا هجرة بعد الفتح، بقي الجهاد، والجهاد على أنواع، منه: الجهاد الأكبر: وهو جهاد النفس والهوى، لابدّ وأن تنتصر على نفسك، كما جاء في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما عاد من غزوة تبوك التفت إلى أصحابه رضي الله عنهم وقال: ((عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر))، قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((جهاد النفس والهوى))، يجب عليك أن تنتصر على نفسك وتجعلها طوعاً لإرادتك الإيمانية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)).

ينبغي عليك أن تأسلم هواكَ، كما أسلمت جوارحك فصلت وسجدت لربها، كذلك ينبغي أن تأسلم الهوى، فإن استطعت فقد آمنت، وإن أتبعت نفسك هواها فقد خسرت وحبط عملك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني))، كذب وغيبة ونميمة وربا وفحش ومنكرات وأموال امتزج حرامها بحلالها، وبعدها يطلب من الله سبحانه وتعالى، كيف ذلك؟!.

الجهاد الكبير: وهو جهاد القرآن الكريم، قال الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} سورة الفرقان-الآية 52، أي جاهدهم بالقرآن، بالآيات العظام، جاهدهم بهذه الآيات التي تتلألأ حكمة وعلماً ونوراً وواقعية، جاهد ضعيفي الإيمان، اقرأ عليهم القرآن.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل