صيام شوال أجر عظيم .. سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه

الأربعاء 25 أيار , 2022 02:18 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

صيام الستّ من شوال: لكل داء دواء، ودواء النفس بشهواتها الصيام، والذي يأتي متوالياً في شهر رمضان المبارك، ليأتي بعده شهر شوال، وفيه ستة أيام متممات لثلاثين يوماً لهنّ من الأجر ما يعادل صيام سنة، يصومها المؤمن استجابة لأحاديث صحاح وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها:

1- عن أبي أيوب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر». حديث صحيح رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

2- وعن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ». حديث صحيح رواه ابن ماجه ورواه النسائي ولفظه «صحيح» جعل الله الحسنة بعشرة أمثالها، فشهر بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بعد الفطر تمام السنة، وابن خزيمة في صحيحه، ولفظه «صحيح» وهو رواية النسائي قال: صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة.

3- وابن حبان في صحيحه ولفظه «صحيح»: من صام رمضان وستاً من شوال فقد صام السنة.

4- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر». رواه البزار. بناء للأحاديث السابقة ذهب بعض العلماء إلى القول في صيام ست من شوال ومن هذه الأقوال:

1- نقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضاً.

2- وقال الامام النووي - رحمه الله تعالى ـ: وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين.

3- وقال ابن رجب رحمه الله: إن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تكمّل بالنوافل يوم القيامة، وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل فيحتاج الى ما يجبره من الاعمال.

أوصاني شيخي بصيام الست من شوال لما لها من أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى؛ إذ كان ـ رحمه الله تعالى ـ مراقباً لنا، من صام ومن لم يصم، محذراً إيانا من ترك النوافل؛ لأنها سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وطالما كان يردد: "كيف لطالب العلم أن ينصح الناس بصيام الست من شوال وهو لا يصوم؟!".

كان الشيخ عبد الناصر جبري ـ رحمه الله تعالى ـ لا يترك نفلاً في شوال إلا وأداه، صائماً قائماً مرشداً ومعلماً، مخبراً إيانا بضرورة التزام الشيخ والعمل على خطاه؛ حتى نصل إلى سلوك طالب العلم المطلوب في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وكثيراً ما يجعلنا نصوم جماعة؛ لنفطر على مائدة يشرف على تحضيرها بنفسه، والغاية عنده صيام ست من شوال، وهذا دليل على أهمية هذه الأيام المباركة في شهر شوال؛ إذ ورثوها عن شيوخهم عن شيوخهم وهكذا في سند متصل إلى كبار علماء هذه الأمة.

علينا اليوم أن نصوم هذه الأيام، مبتغين بذلك الأجر والقبول من الله سبحانه وتعالى، حاثين أبناءنا على صيامهن، علّ الله سبحانه وتعالى أن يزيل عنا البلاء والغلاء، وأن يفرج عن أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل