بر الوالدين ثابتة لا تتغير مع اختلاف الأجيال ـ إعداد: محمود الأحمد القادر

السبت 20 آب , 2022 09:54 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات ـ إسلاميات 

يعتبر بر الوالدين في الدين الإسلامي أولوية، لقوله سبحانه وتعالى "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا"، فقد قرن الله بر الوالدين بعبادته، وهذا دليل على عظمة وأهمية بر الوالدين والإحسان إليهما.

احترام الوالدين وحسن التعامل معهما قيم إنسانية أخلاقية بالدرجة الأولى، ولها أهمية خاصة لدى المجتمعات العربية والإسلامية، حيث تعد هذه القيم من اللبنات الأساسية في التربية والتعليم.

احترام الوالدين يجب أن ينشأ عليه الأبناء من الصغر حتى تكتمل مسيرة الحياة الاجتماعية وفق التوجيهات السماوية، وحتى يسود الاستقرار النفسي عند الوالدين والأولاد ويلمس أثره في الحياة الاجتماعية، وخاصة في المجتمع المسلم.

على الآباء تعليم الأبناء أن صور الحياة تتغير ولكن القيم ثابتة، فالصغير يتعلم غالبا من المشاهدة أكثر من التعليم بالتوجيه، فإذا شاهد والديه يهتمان ويعتنيان بوالديهم يتأصل البر لديه، وبهذا يحافَظ على الأصول الربانية مع اختلاف الأجيال.

يقول الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا"، كيف تكون الوقاية من النار إلا بتعلم الدين، واختيار الزوجة الصالحة من أجل تربية صحيحة للأولاد، فالأهل هم قدوة لأولادهم.

النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بتعليم الأولاد أمور الدين والعبادات، لكن هنالك أمور أخرى يجب تعليمها للأبناء، فالنبي الكريم قال "ليس منَّا مَنْ لم يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرَنا"، أي أنه يجب أن نحترم الكبير ونعطف على الصغير، إضافة لكيفية التعامل مع الولد في الصغر كي لا يكون عاقا في الكبر لأهله.

 من مظاهر عقوق الوالدين عدم طاعتهما في غير معصية الله، مع القدرة على ذلك، أو التثاقل من طاعتهما بالتضجر أو التأفف، وسبهما، وإساءة القول معهما، والعبوس في وجههما، وعدم الاحترام في معاملتهما ومخاطبتهما، والغياب عنهما دون عذر، والسفر دون إذنهما، وعدم الإنفاق عليهما، وعدم الاستغفار والدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما.

ومن كان بارّا بوالديه كان هانئًا رضيّا تقيّا متواضعا، فبر الوالدين شيمة من شيم أهل الفضل الكرام، وباب يقود إلى الجنان.

 "اللهم اجعلنا من الذين يبرون والديهم".

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل