العفو من شيم الكرام

الإثنين 29 آب , 2022 11:49 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

حث ديننا الحنيف على العفو والصفح، وعدّه من شيم الكرام، لما له من رقي يسمو بصاحبه، ويزرع المحبة بين أبناء المجتمع الواحد، فلا كره ولا حقد ولا اقتتال، وقد عمل أعداء الأمة منذ الزمن الأول للبعثة النبوية المكرمة على زرع الشقاق والتفرقة بين المسلمين، وهذا ما نجح به أعداء الأمة في زماننا، قسمونا إلى دويلات يحاصر بعضنا الآخر تحت مسميات إسلامية، وأطماع سياسية.

آيات وأحاديث كثيرة تحثنا على المسامحة، ومنها:

قوله تعالى: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} [سورة البقرة-الآية 178].

قوله تعالى: {وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة البقرة-الآية 237].

قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [سورة آل عمران-الآية 134].

قوله تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [سورة آل عمران-الآية 159]. 

قوله تعالى: {إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [سورة النساء-الآية 149].

قوله تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [سورة المائدة-الآية 13].

قوله تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة النور-الآية 22].

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [سورة الشورى-الآية 25].

قوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [سورة الشورى-الآية 40].

قوله تعالى: {وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة التغابن-الآية 14].

قوله تعالى: {فَأُولَـئِكَ عَسَى اللَّـهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّـهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [سورة النساء-الآية 99].

قوله تعالى: {ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة البقرة-الآية 52].

قوله تعالى: {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [سورة البقرة-الآية 286].

قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [سورة آل عمران-الآية 155].

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ].

جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: [يا رسولَ اللهِ، كم نعفو عن الخادمِ؟ فصمَتَ، ثم أعادَ عليه الكلامَ، فصَمَتَ، فلما كان في الثالثةِ قال: اعفُ عنه في كل يومٍ سبعين مرةً].

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [ثلاثٌ والذي نفسي بيدِه إنْ كُنتُ لحالفًا عليهنَّ: لا ينقصُ مالٌ من صدقةٍ فتصدقوا ولا يعفو عبدٌ عن مظلمةٍ إلا زاده اللهُ بها عزًّا يومَ القيامةِ ولا يفتحُ عبدٌ بابَ مسألةٍ إلا فتح اللهُ عليه بابَ فقرٍ].

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي اللهمَّ استُرْ عوراتي وآمِنْ روعاتي].

عن عائشة رضيَ الله عنها، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لها: قولي: [اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي].

مجتمعاتنا مكتظة بالمشاكل، وكل يرى رأسه الأكبر والأعلى، مشاكل مع الدائنين، ومشاكل في الشارع مع المارة، في ازدحام السيارات، وفي المحاكم الشرعية، وفي الميراث، وفي الأسرة والأولاد، وكلها تحل بالتسامح، هذا يتنازل بشيء والآخر يرد بتنازل آخر، وتحل المشكلة، وتمضي الحياة البسيطة، وما هي إلا سنوات ويلاقي الواحد منا ربه، إلا أن اللقاء يختلف من مسامح إلى حاقد، فالأول قلبه نقي نظيف سليم، والآخر قلبه أسود لا تكاد تعرفه.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل