نظرات في الإعجاز القرآني ... {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}

الإثنين 24 تشرين الأول , 2022 11:33 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

أدب الحوار: بيوتنا وأسواقنا وجميع أحوالنا تخلوا من أدب الحديث والحوار، فلا الابن يتحدث مع أمه بأدب، ولا التلميذ مع أستاذه، والكل يدعوا بالمساواة والحقوق، مع أن أدب الحديث لا دخل له بالمساواة والحقوق، وكم نحن بحاجة في هذه الأيام إلى نشر بذور الحب والتسامح من خلال الحديث السمح الطيب والهادئ، وما علينا إلا الاستفادة من القرآن الكريم في تعلم أدب الحديث والحوار، وهذا ما لفت إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:

{قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا* وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا} [سورة مريم/4-5]: هذه مقدمات, أي الابتداء بالسؤال وطلب الحاجة, أي أني أصبحت عجوزاً, وأصبح شعري كله شيباً, ولم أجعل لطلبي واسطة, ودعوتك كما أمرتني بتذلل وخشوع, وقد خفت من هؤلاء الكهنة الذي يعيشون في المعبد, وإن امرأتي تقدمت في السن, ومع ذلك كله أطلب منك أن ترزقني بولد صالح, {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [سورة مريم/٦]: لأن الأنبياء كان إذا جاء لأحدهم ولد يرث النبوة من والده, ولكن هذه ليست قاعدة مضطردة, إنما في أغلب الأحيان يحدث هذا, فهذا نبي الله نوح عليه السلام لم يكن ولده نبياً بل على العكس تماماً, أما هنا فنلاحظ أن الله سبحانه وتعالى استجاب لنبيه زكريا أن جعل ابنه نبياً وارثاً بذلك النبوة من والده, وقد خص هنا سيدنا يعقوب بالذكر؛ لأنه رمز أنبياء بني إسرائيل, وسيدنا زكريا كان أيضاً من بني إسرائيل, ودعا أيضاً له بالبر, أي أن يكون من باراً بوالديه.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل