حوارات مع سماحة الشيخ أحمد كفتارو || هل هناك شروط يجب أن تتوفر في الداعي لتحقيق مهمته؟

الإثنين 13 شباط , 2023 11:15 توقيت بيروت مقالات فكريّة

الثبات - مقالات

 

حوارات مع سماحة الشيخ أحمد كفتارو

هل هناك شروط يجب أن تتوفر في الداعي لتحقيق مهمته؟

 

أزمتنا وأزمة العالم الإسلامي اليوم، أزمة قادة وعلماء تتمثل في نفوسهم وقلوبهم وأعمالهم الوراثة النبوية بكل ما فيها من صفات وأخلاق وتوجيه، نحن بحاجة إلى علماء مُنقذين مجاهدين يرون فرضية تعلم العلوم النافعة، وأنَّ كفاية المجتمع الإسلامي بكل أنواع الصناعات والإنتاج فريضة، والذين يرون فرضية محاربة الفقر والجهل والمرض كفرضية محاربة الفسوق والفجور وكبائر المعاصي من زنى وشرب الخمر ولعب القمار ...

نحتاج إلى علماء ودعاة لا يتركون نوعاً من أنواع العلوم النافعة لأُمتهم سواء كانت العلوم أرضية أو سماوية، دينية أو دنيوية،  مادية أو معنوية إلَّا نشروه، وأقاموا المجتمع الإسلامي على قواعد العلم الصحيحة وروح الإسلام السمحة، قال تعالى: (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).

وقوله تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).

لذلك لابدَّ لهذا الداعي أن يكون مؤهلاً وعنده الموهبة والاستعداد وسلامة الفطرة وقوة الشخصية واعتدالها، وحسن العقل ونضوجه بما يؤهله من حيث المبدأ للقيام بمهمة الدعوة إلى الله، هذه المهمة الخطيرة والتي تمثل عمل الأنبياء والمرسلين، وقيادة الأُمة وتحمل المسؤولية، هي أعظم مسؤولية في الأرض، ويجب أن لا يدخل بذلك خبراءُ بالدعوة وعلماء في النفس.

ومن شروط الداعي أن يكون مزوّداً بالعلوم الشرعية من كل جوانبها: معتمداً على القرآن المفسر بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وملماً بما يحتاجه من علوم الكون والحياة، بما في ذلك إتقان اللغة الأجنبية إن أراد الدعوة إلى الله في بلد له لغة مختلفة.

ومن شروط الداعي أن يخضع لدورات تأهيله عملية سلوكية روحية تربوية وأخلاقية: حتى تتزكى روحه وتصفو نفسه، وتتحلى نفسه بفضائل الأخلاق، ويكون ذلك بإشراف علماء ومربين لهم دورهم وتاريخهم وتجربتهم الناضجة في هذا الميدان.

ومن شروط الداعي أن يكون ذا عقل حكيم: فيفهم واقعه ويعمل بحسب الإمكان، فلا يستعجل الأشياء قبل وقوعها أو يهملها، ويعرف ارتباط الأسباب بالمسببات، ويضع الأشياء في مواضعها، ويزن كل أعماله بميزان العدل، فيعدل بين مُتطلبات الروح والجسد والعقل، بين الدنيا والآخرة، فلا يترك آخرته لدنياه ولا العكس، يزن كل شيء بميزان الشرع والعقل، عقل يتمتع بالعلم والحلم والأناة، وضده الجهل والطيش والعجلة فلا إفراط ولا تفريط، ولا تساهل أو تزمت، قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا).

ومن شروط الداعي وصفاته الإخلاص لله وحده، والصدق في نيته: فيجعل شعاره الدائم في كل حركاته وسكناته: إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي، فلا غاية له ولا رغبة إلَّا هداية الناس بما يرضي الله، فلا طمع بمالٍ أو جاهٍ أو مكافأة: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا).


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل