أهمية اغتنام الأوقات المباركة .. العلامة الحبيب عمر ابن حفيظ

الجمعة 17 شباط , 2023 09:55 توقيت بيروت مقالات فكريّة

الثبات - مقالات

 

أهمية اغتنام الأوقات المباركة

العلامة الحبيب عمر ابن حفيظ

 

الحمدُ لله الأوَّلِ الآخِر الباطِن الظَّاهر، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدهُ لا شريك له، الحاكِمُ بين عِبادهِ فيما كانوا فيه يختلفونَ في اليومِ الآخر، وأشهدُ أنَّ سيدنا ونبينا وقُرَّةَ أعيُننا ونورَ قلوبنا مُحمداً عبدهُ ورسولُه، بعثهُ اللهُ بِتنويرِ البصائِر وتَصفِيَةِ السَّرائِر، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك وكرِّم على خاتم الأنبياء المُقَدَّم في الشَّفاعة في أرضِ المحاشر، وعلى آلهِ وصحبهِ ومن سارَ على دربهِ من كل مُتَفقِّدٍ لِصحيفة قلبهِ، وعلى آبائهِ وإخوانهِ من الأنبياءِ والمُرسلين أطهرَ الخلائِق قُلوباً وأنقاهُم جُيوباً، وعلى آلِهم وصحبهِم وتابعيهِم وعلى ملائِكتك المُقرَّبين وعلى جميع عبادك الصَّالحين وعلينا معهُم وفيهِم بِرَحمتِكَ يا أرحم الراحمين.

عباد الله فإنِّي أوصيكُم ونفسيَ بِتقوى الله، فاتَّقوا الله وأحسِنوا يَرحمكمُ الله (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ).

اتَّقوا الله أن يَمُرَّ بكم يومٌ وليلة لا تتفقَّدونَ فيها خِلالَ قلوبكم وصِفات قلوبكم وأحوال قلوبكم مع إلهكم وخالقكم، إيماناً ويقيناً وتعظيماً لأمرهِ وصدقاً معه وإنابةً إليه وتذلُّلاً لِعَظَمتهِ، ورَحمةً لِعِبادهِ وحِرصاً على خلقه، ونَقاءاً عما لا يُحِبُّ مِن كِبرٍ وعُجبٍ ورِياءٍ وغرورٍ وإيثار الدُّنيا، وإيثار الفاني على الخطيرِ الباقي، نَزِّهوا قلوبكم عن ذلك فإنَّهُ يَكرههُ مَلِك الممالك.

زَيِّنوا بَواطنكم بالحضور مع الله، وخصوصاً في الصلواتِ وعند تلاوة القُرآن، وعند استماع الخُطَب وفي فعل الطَّاعات، فما زِينَةُ قلبِ العَبدِ إلا بِحُضورهِ مع الإله السَّيِّدِ الرَّقيبِ جلَّ جلالُه وتعالى في عُلاه، إنَّ اللهَ لا ينظرُ إلى صوركم ولا إلى أجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبِكُم ونِيّاتِكُم.

من كان يعتادُ النَّظرَ الحرام وجبَ عليه أن يَكُفَّ عن ذلك لأجلِ الذي يعلم خائِنة الأعيُن وما تُخفي الصدور، القائِل "النظرةَ سهمٌ مسموم مِن سهام إبليس المرجوم، من تركها مِن مخافتي أبدلتهُ إيماناً يَجِدُ حلاوتهُ في قلبه.

يا من يعتاد التأخُّرَ عن القيام في صلاة الفجرِ يجب أن تختِم الشَّهر وتستقبل رجب بالقيام للوقت، (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) ، (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) فراعي موعد وتوقيت رب العالمين جل جلاله، وأقِم برنامجكَ على هذا الأساس، وبرنامج أهلك وأسرَتك كذلك.

وأكثِروا الصَّلاة والسَّلام على المُصطفى خير الأنام، فإنَّ أولاكُم به يوم القيامة أكثركُم عليه من الصَّلاة والسّلام، وإن الله أمركُم بأمرٍ بدأ فيه بنفسهِ وثنّى بِملائكته وأيَّهَ المؤمنين من عباده، فقال مُخبراً وآمِراً لهم تكريماً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل