حقائق الإسلام وأباطيل خصومه || الضعف ليس نعمة أو فضيلة مختارة لذاتها .. الدكتور عباس محمود العقاد

الجمعة 24 شباط , 2023 11:04 توقيت بيروت مقالات فكريّة

الثبات - مقالات

 

حقائق الإسلام وأباطيل خصومه

  الضعف ليس نعمة أو فضيلة مختارة لذاتها

الدكتور عباس محمود العقاد

 

إذا ذكر القرآن الضعف فلا يذكره لأنَّ الضعف نعمة أو فضيلة مختارة لذاتها، ولكنه ليقول للضعيف: إنَّه أهل لمعرفة الله إذا جاهد وصبر وأنف أن يسخر لبه وقلبه للمستكبرين، وإلَّا فإنَّه لمن المجرمين، يقول الله تعالى: {يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ* قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ أَنَحْنُ صَدَدنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَآءكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُّجْرِمِينَ}.

وما من ضعيف هو ضعيف إذا صبر على البلاء، فإذا عرف الصبر عليه فإنَّه لأقوى من العُصبة الأشداء، يقول الله تعالى: {الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُمْ مِّاْئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

فما كان الإله الذي يدين به المسلم إله ضعفاء أو إله أقوياء، ثم صمدوا لغلبة من يعمل ويصبر ويستحق العون بفضل فيه، جزاؤه أن يكون مع الله، والله مع الصابرين.

بهذه العقيدة الشاملة غلب المسلمون أقوياء الأرض، ثمَّ صمدوا لغلبة الأقوياء عليهم يوم دالت الدول وتبدلت المقادير، وذاق المسلمون بأس القوة مغلوبين مدافعين.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل