تأجيل التوقيت الصيفي .. والجدل الكريه ـ أحمد زين الدين

الجمعة 24 آذار , 2023 09:40 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

كان يفترض أن يبدأ التوقيت الصيفي في لبنان كما درجت العادة بعد البدء بمسيرة اتفاق الطائف عند منتصف ليل السبت – الأحد في 25 – آذار الحالي ، لكن تم تأجيل تقديم الساعة 60 دقيقة لمدة شهر ، أي حتى منتصف ليل السبت – الأحد في 29-30 نيسان المقبل .

أثار هذا القرار ردود مختلفة مختلفة، خصوصا لدى عدد من سياسيي البلد بين مؤيد ومعارض لهذا القرار، وهو ما يشير الى عدم فهم ووعي ومعرفة لماذا كان قرار اعتماد التوقيتين الصيفي والشتوي من جهة، والى جهل بتاريخ لبنان ومتى اعتمد هاتين التوقيتين في تاريخه الاستقلالي من جهة ثانية، وذهب البعض الى إعطاء الامر بعدا طائفيا ميقتا وكريها من جهة ثالثة، حيث دار جدل بين مؤيد ورافض للقرار على مواقع التواصل الاجتماعي، تحوّل الى جدل طائفي ، بحجة أن تأجيل تقديم الساعة مرتبط ببدء شهر رمضان المبارك .

في شأن اعتماد التوقيتين الصيفي والشتوي بعد اتفاق الطائف، كان هذا القرار قد اتخذ في العام 1988 ، لكنه لم ينفذ الا في منتصف تسعينيات القرن الماضي ، وذلك في اطار عملية التنسيق السوري – اللبناني وتلازم ما أطلق عليه " وحدة المسار والمصير"، علما أن سورية كانت تعتمد تأخير الساعة 60 دقيقة ، مع دخول فصل الشتاء، والذي يصادف عادة في أواخر شهر تشرين الأول من كل عام، ثم يُعاد تقديمها 60 دقيقة في الجمعة الأخيرة من شهر آذار من كل عام.

اما بشأن اعتماد لبنان التوقيتين في تاريخه الاستقلالي ، فقد بدأ يتعامل مع مسألة تقديم أو تأخير الساعة في نهاية عهد الرئيس كميل شمعون( 1952 – 1958) فاعتمد هذا التوقيت عام 1957، إلا أنه مع بدء عهد الرئيس فؤاد شهاب ( 1958 – 1964 ) تخلى في العام 1961 عن هذا التوقيت الذي كان يعتمد تقديم الساعة ، 60 دقيقة مع بداية شهر حزيران ، و مع عهد الرئيس شارل حلو ( 1964 – 1970 ) ، استمر الحال على التوقيت الشهابي ، اما عهد الرئيس سليمان فرنجية ( 1970 – 1976 )اعتمد التوقيت الصيفي من اول حزيران حتى تشرين الأول عام 1971 فقط ، ليعتمد توقيت واحد هو التوقيت الشتوي في كل الفصول ، ومن بعدها لم يكن هناك أي قرار بتغيير التوقيت، حتى بدء مرحلة مسيرة الطائف على نحو ما ذكر سابقا .

فحبذا لو يريحنا سياسيو لبنان من "فهمهم العميق " لتاريخ التوقيت في لبنان والعالم ، ونشير لهم ان العديد من دول العالم وبينها كثير من دول الاتحاد الأوروبي ودول عربية وخليجية وسورية أيضا ، الغت نظام التوقيتين ، واذا كان خوفكم على حركة الطيران ومواعيدها ، لا تخافوا فالعالم ما زال يعمل على ( الفاكس والتلكس ) ولم يشهد ثورة المعلومات والكومبيوتر .

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل