سورية تنتصر ــ محمود الأحمد القادر

الإثنين 22 أيار , 2023 11:28 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تقارير ومقالات كثيرة تحدثت عن حضور الرئيس الأسد للقمة العربية، لكن اللافت في الموضوع كان تلك التي تتحدث عن "الخطوة بخطوة" يعني "هبة مقابل تنازل "، وكأننا في لعبة "الطميمة" وهو مرفوض قطعاً عند دمشق، وأكد عليه الرئيس بشار الأسد في كلمته في الجامعة العربية: ((عندما تتراكم العلل يمكن للطبيب أن يعالجها فرادا))، وهذا ما عالجه الرئيس الأسد على مدى عقد ونيف من الزمن، كسر خلالها شوكة الامتداد الاخواني في المنطقة، وردهم على أعقابهم خاسرين، يجرون ذيول الخيبة، بعد أن كانوا يحلمون، ويرجون من شياطينهم في المنطقة العلى والحبور تحت مسمى "الحرية"، ليستيقظوا على كابوس الرئيس الأسد جالس في مكانه في الجامعة العربية، ليقول لهم عقب انسحابهم من القمة دون سبب واضح: ((الكلمات كثيرة لا تتسع لها الكلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ من جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً بحق الشعب الفلسطيني المقاوم، ولا تنتهي عند خطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنكهة إخوانية منحرفة))، مضيفا : ((هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها، شرط تطوير منظومة عملها عبر مراجعة الميثاق والنظام الداخلي، وتطوير آلياتها كي تتماشى مع العصر، فالعمل العربي المشترك بحاجة لرؤى واستراتيجيات تحولها لاحقاً إلى خطط تنفيذية، ومبادئ ثابتة، وآليات وضوابط واضحة، عندها ستنتقل لرد الفعل، وإلى سباق الأحداث، وتكون الجامعة متنفساً في حال الحصار لا شريكاً به، وملجأ من العدوان لا منصة له)).

هنا نجد أن الرئيس الأسد أوصل الرسالة،، ووضع الشروط لكل من يريد أن يعود إلى قلب العروبة النابض، وهي:

1ــ تقديم مواثيق خطية لكل من كان وسيلة في الحرب الكونية على سورية، وتحويلها إلى خطط عملية.

2ــ تعزيز الثوابت العربية من خلال وضع آليات عمل مشتركة تكون بناءة وذات رؤية واضحة.

3ــ العودة غير المشروطة إلى سورية، فسورية كافحت وناضلت ووقفت في وجه الإرهاب الكوني من أجل قيمها ومبادئها، وهي لم تخرج من العرب، بل العرب هم من خرجوا منها، لهذا يعودون بشروط سورية وقوانينها. 4ــ العمل على تغيير مبادئ الجامعة العربية، وبالأخص ما يتعلق بموضوع تعليق الميثاق لدولة أو إعادتها إليها، وذلك تزامناً مع الخطأ الكبير الذي أحدثته بعض الدول الخليجية في عزل سورية من الجامعة العربية على مدى 12 سنة.

سورية انتصرت على العثمانيين سابقاً، وهي الآن تحقق انتصاراً أكبر عن سابقه، فأردوغان ومن يمثله من العرب مغلوبون مهزومون وليس عندهم ما يحفظ ماء وجوههم، وبالأخص بعد اللكمة القاضية التي وجهها الرئيس التونسي قيس سعيّد لبعضهم بقوله: ((تونس ثابتة على مواقفها، ثابتة أولاً على استقلال قرارها الوطني، ثابتة أيضاً على عدم الانخراط في أي تحالف ضد الآخر، كمال ينص على ذلك دستورها، وإن التحديات التي نواجهها كبيرة، ولا شك أننا نشترك في نفس الإرادة من أجل رفعها وتخطيها، وأولى هذه التحديات وليس أقلها على الإطلاق هو الحفاظ على دولنا؛ لأن هناك من يعمل على إسقاطها حتى تغيب المؤسسات وتعم الفوضى بالاقتتال الداخلي، ونحمد الله تعالى على عودة سورية إلى أحضان جامعة الدول العربية، بعد أن تم إحباط المؤامرة التي كانت تستهدف تفتيتها وتقسيمها)).

وهنا يمكن القول أن الجامعة العربية ببعض من فيها كانت تخطط لتفتيت وتقسيم سورية، ولم تكن حاضنة، لهذا اشترط الرئيس الأسد إعادة النظر في ميثاقها ومضامينها، وختم الرئيس الأسد: ((سورية بماضيها وحاضرها ومستقبلها هي العروبة، عروبة انتماء، لا عروبة أحضان، فالأحضان عابرة، أما الانتماء فدائم، وربما ينتقل الإنسان من حضن لآخر لسبب ما، لكنه لا يغير انتماءه، أما من يغير فهو من دون انتماء، ومن يقع في القلب لا يقبع في حضن، وسورية قلب العروبة وفي قلبها)).


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل