"إسرائيل" للمقاومة في لبنان: نريد حرباً ــ د. نسيب حطيط

الجمعة 23 شباط , 2024 11:18 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يتعمّد العدو "الاسرائيلي" زيادة استفزازاته للمقاومة في لبنان، لاستدراجها لحرب يحتاجها العدو "الاسرائيلي" وفق خطته وتنفيذاً لطلب عربي ايضا بعنوان "المقايضة وردّ الجميل والدعم اللوجستي للحرب على غزة"، فاذا كان القضاء على الحماس هدفا "اسرائيليا" اميركيا وعربيا، فان القضاء على المقاومة في لبنان امر مشترك "اسرائيلي" - عربي - امريكي أيضا، لكنه يحتل الأولوية عند الدول العربية المطبعة والممولة للربيع العربي وحرب اليمن.
ينفذ "الاسرائيليون" حرباً بالأصالة والوكالة على المقاومة في لبنان، ولأن المقاومة اعلنت انها تخوض حرب اسناد لغزة، فقد عمد "الاسرائيليون" قبل اسابيع لقلب المعادلة وانتقلوا من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم، وبدون قيود، فاسقطوا كل قواعد الاشتباك المعمول بها منذ تفاهم نيسان عام 1996، واسقطوا كل بنود القرار 1701، وبدؤوا بالحرب الشاملة على المدنيين والعسكريين، وعلى الاقتصاد اللبناني، ثم بدؤوا بضرب المراكز الصحية؛ في تكرار لما قاموا به في غزه لتهجير اهلها، يقابله مشروع التهجير للجنوب، لتامين المنطقة العازلة ما بين الحدود ونهر الليطاني، ولتحقيق ذلك بدؤوا بتوسعة هذه المنطقة بالقصف والترهيب وصولا الى صيدا.
يزيد العدو "الاسرائيلي" استفزازاته وغاراته، ويوسّع جغرافية العمليات العسكرية بشكل تصاعدي لوضع المقاومة بين امرين:
- استيعاب الضربات، لإفشال الخطة "الإسرائيلية" بالحرب، مما ينعكس ضرراً معنوياً على المقاومة، ويفتح ابواب النقد ضمنها وصولاً الى عدم الثقة بقدراتها او تهديداتها!
- الرد على الاستفزازات "الإسرائيلية"، خصوصا قتل المدنيين والمسعفين وتدمير المصانع
والترهيب بجدار الصوت، وبالتالي الانزلاق الى الحرب التي تريدها "إسرائيل"، بطلب عربي خصوصا، للثأر من المقاومة بعدم سقوط سوريا والعراق خصوصا، واجهاض المشروع الاميركي العربي السياسي والاقتصادي والديني، وبالتالي فان الفرصة سانحة لمقاتلة المقاومة على ارضها، بعدما تم قتالها في أراضي سوريا والعراق واتهامها، كما قال وزير الخارجية المصري بتمويل وتعزيز قوة حماس... ويجب محاسبتها!
- فك الارتباط بين جبهة لبنان والداخل الفلسطيني سواء في غزة والقدس او الضفة لان الخطة "الإسرائيلية" والعمل العسكري لن يتوقفا في غزة حتى تحقيق المشروع، وبعدها ستبدأ العمليات العسكرية في الضفة الغربية والقدس.
 تحاول المقاومة حتى اللحظة عدم الوقوع في الفخ الاسرائيلي وتتحمّل العتب والنقد، وربما في بعض الوقت التجريح او الاتهام، لكنها تتصرف بحكمة وعقلانية، لحفظ اهلها وقدراتها، وعدم تقديم نفسها قربانا على مذبح الحقد العربي والثأر "الإسرائيلي".
سيزيد العدو من استفزازاته واعتداءاته، وسيوسّع جغرافيتها، وان لم تتحرك المقاومة وتنزلق للحرب سيصل الى الضاحية في بيروت لإجبار المقاومة على القتال والحرب الشاملة.  
لن يتوغّل العدو برياً، إنما سيخوض حرب تدمير للبيوت والمصانع بشكل ممنهج ومخطط لإحداث أكبر الأضرار، بالتلازم مع الاغتيالات من الجو، وربما سيقوم الاميركيون وبعض العرب باستغلال بعض النازحين السوريين وبعض القوى السياسية اللبنانية لإرباك المقاومة داخلياً.
نناشد المقاومة في هذه اللحظة الا تقع ايضا في فخ المشاركة في قرارات الضرائب، والا يشارك وزراؤها في اي جلسة لا تعطي حقوق العسكريين والقطاع العام.
ان المشاركة بفرض الضرائب وقوعٌ في الأفخاخ التي تم نصبها للمقاومة، لتكون في خندق السلطة الظالمة التي تفرض الضرائب على اهلها وجمهورها، مما يزيد الاباء عليهم بالتلازم مع اعباء النزوح وتدمير البيوت وتقديم الشهداء فيراهن الاميركيون على انفجار الغضب الشعبي وتعرية المقاومة من بحرها.
لا تشاركوا في اقرار اي ضريبة...
بادروا... وأنتم في موقع السلطة للدفاع عن اهلكم... فان لم تستطيعوا... فلا تكونوا شركاء في الظلم، مهما كانت الاسباب، شراكتكم في فرض الضرائب وعدم حماية الناس هي أحد اوجه وجبهات الحرب الناعمة عليكم وعلى اهلكم...
هل يُعقل ان يقوم المتقاعدون العسكريون بدور ومهام احزاب المحرومين والمستضعفين والاشتراكيين والشيوعيين والقوميين، وتتحوّل الأحزاب الشعبية، لتكون السلطة!
الحذر والانتباه ...الحذر والانتباه...
اميركا تشن الحرب على المقاومة واهلها من كل المحاور وليس على الجبهة العسكرية...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل