ضربات "انتقاميّة" والأنظار نحو رفح.. هل يُخرج "الحوثي" الورقة الأخطر؟ ــ ماجدة الحاج

الجمعة 23 شباط , 2024 07:52 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
فيما تشخص الأنظار نحو رفح- الملاذ الأخير للنازحين في قطاع غزة، وسط خشية من قرب اجتياح جيش الإحتلال "الاسرائيلي" للمدينة، وارتكاب "مذبحة" كبرى اضافية بحقّ المدنيين، خصوصا بعد تصريح بنيامين نتنياهو امس الخميس لوكالة "بلومبرغ" وقوله" إنّ الجيش الإسرائيلي بصدد اعداد خطة لإجلاء الفلسطينيين عن رفح تمهيدا لدخولها".. تُجمع معطيات مصادر مواكبة في المنطقة، على انّ فترة الأسبوعَين الفاصلة عن حلول شهر رمضان ستكون "ساخنة جدا"، اذ انّه لو شُنّت العملية العسكرية على رفح، ليُترجَم المخطط الخطير من خلفها، سيُقابلها تصعيد عالي الوتيرة في الجبهات المساندة لغزّة، خصوصا اليمنيّة واللبنانية، بل قد يكون الرّد غير المُتوقّع على اجتياح رفح، في باب المندب..


هذا في وقت يتدرّج حزبُ الله في ضرباته صعودا صوب المنشآت والقواعد العسكرية "الاسرائيلية" في المستعمرات الحدودية، تُوّجت اليوم بقصف مقرّ قيادة المجلس الإقليمي بمستوطنة كريات شمونة بطائرتّين مسيّرتَين،"فيما لا تزال القيادة العسكرية "الإسرائيلية" تحاول فكّ رموز "خرق امني خطير" في استهداف "احد المقرّات الامنية السرّية" في صفد منذ ايام، بقي حتى الان في دائرة التكتّم الشديد"- وفق ما نقل موقع "يانيت" العبري عن ضابط كبير وصفه ب"رفيع المستوى".
اما وأنّ حزب الله يدرك كيف يلوي ذراع "اسرائيل" تحت سقف قواعد الإشتباك، واستطاع شلّ المؤسّسات والمنشآت الحيوية والمصانع في المستوطنات الحدودية وتهجير عشرات الاف المستوطنين ليصبحوا عبئا ثقيلا على حكومتهم، ويعلو صراخهم وضغوطهم على الحكومة.. بدأت تل ابيب على ما يبدو بالثأر"الاقتصادي" من الحزب وبيئته المؤيدة على قاعدة" فلتُشلّ ايضا المنشآت الحيوية في المدن والمناطق الجنوبية، ولتُقطَع ارزاق الالاف من مواطني الجنوب –كما فعلت في استهداف منشأتَي الغازية، عدا اشاعة الخوف والقلق الدائم في أوساط الجنوبيين.. وهذا قد لا يعني ان تستثني "اسرائيل" مناطق اخرى في العمق اللبناني..
ولربما يندرج شريط الفيديو الذي نشره معهد "ألما" –التابع للموساد، الذي زعم فيه وجود أنفاق للحزب في منطقتّي جبيل وكسروان، توطئة لتنفيذ ضربة "اقتصادية" اخرى باستهداف مصانع في تلك المنطقة، تنافس صناعاتها الصناعة "الاسرائيلية" في السوق الافريقية.


ووسط ترقّب ما ستؤول اليه مفاوضات صفقة الاسرى بعد مخاض عسير، تتركز الأنظار على رفح وامكانية ان يذهب نتنياهو-الذي يعتبر انّ الوقت يسير لصالحه، صوب شنّ عملية عسكرية في المدينة المكتظّة  لتهجير الفلسطينيين الى سيناء، وهو المخطط الأخطر الذي سيُستكمل في الضفة الغربية وما بعدها، لتقوم "الدولة اليهودية الخالصة"، وكلّ ما تزعمه "اسرائيل" حيال الأنفاق، فإنّ عيونها ترنو الى الأبارالغازيّة في بحر غزّة، من هنا تبدو الصورة واضحة: تدمير القطاع وكل بناه التحتيّة لجعله غير قابل للحياة، والشروع بعمليات ابادة السكان، و"تجويع" من تبقّى وتهجيرهم لتنفيذ اخطر سيناريو بحقّ الفلسطينيين بدأت حياكته منذ امد بعيد.


الخطير في هذا  السيناريو، انّ التآمر على الفلسطينيين والتواطؤ مع تل ابيب لا يقتصر على الولايات المتحدة ودُوَل "النّاتو" بل على دُوَل عربية تدعمه وتؤيّد "سحق" المقاومة الفلسطينية خصوصا "حماس" والوصول الى قادتها، وهو ما كشفته امس وسائل اعلام عبرية اكّدت "مشاركة دُوَل عربية في عمليات البحث عن قادة حماس-خصوصا القيادي يحي السنوار".."الصّيد الثمين" الذي يلهث نتنياهو للإطباق عليه، فيما ذكرت قناة "كان نيوز" العبرية، " انّ السنوار ربما فرّ من غزة الى مصر عبر الانفاق، وانه استأنف اتصالاته مع قيادة حماس في الخارج"،وكشفت انّ المعلومات تمّ نقلها لإسرائيل عبر الدول العربية "الصديقة"!


حتى "عمليات "الإنزال الجوي" التي تنفّذها بعض الدول العربية في غزة بزعم "ايصال مساعدات انسانية" للسكان-وإحداها تمت الخميس بعملية بريطانيّة-اردنية مشتركة، تصبّ في هذا الإطار-وفق ما اكدت تقارير غربية" نقلا عن مسؤولين كبار في اسرائيل".. لكن، ورغم خطورة ما يُحاك لفلسطين، الا انّ مفاجآت مرتقبة واوراق مخفية لا زالت في جعبة "حماس" والفصائل المقاوِمة الفلسطينية الاخرى.. والأهم ما جهزّه المقاومون في الضفة الغربية والذي سيكون خارج الحسابات "الإسرائيلية"-وفق ما نُقل عن مصدر فلسطيني بارز.


ثمّة تقارير اميركية حذّرت من "ردود غير مسبوقة" في الساحات المساندة لغزة-خصوصا من قِبَل حركة "انصار الله" اليمنية تزامنا مع العملية العسكرية "الاسرائيلية" المرتقبة على رفح.. جوليان ليندلي فرينش- التي تترأس شبكة من خبراء السياسة الخارجية، كانت حذّرت من عواقب الانخراط العسكري الأميركي المباشر في البحر الأحمر والشرق الاوسط، ونبّهت من "انّ الثمن الذي ستدفعه الولايات المتحدة جرّاء القرار المتهوّر، سيكون باهظا للغاية"!


لعلّها اصابت في تقديراتها، خصوصا على وقع إعلاء حركة "انصار الله" لوتيرة ضرباتها ضدّ السفن الاميركية والبريطانية في البحر الاحمر، وإسقاط طائرة " ام كيو 9 " الاميركية المتطوّرة في اجواء الحديدة، واستهدافها مواقع حسّاسة في ايلات.. وبينها "محاولة السيطرة على شبكة الاتصالات في طائرة تابعة لشركة "العال" كانت متّجهة منذ ايام الى مطار بن غوريون في الكيان "الاسرائيلي"، وذكرت هيئة البث "الاسرائيلية" "إنّ الحادث وقع بينما كانت الطائرة تعبر المجال الجوّي الذي يسيطر عليه الحوثيون"..


ليبقى الأهم..إدخال الغوّاصات المسيّرة الخدمة، وهو ما اعلنه زعيم حركة "انصار الله" امس الخميس، ليرفع منسوب المواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها في البحر الأحمر.. مواجهة اقرّ قائد الاسطول الخامس الاميركي براد كوبر ب "صعوبتها"، فكيف اذا اخرج "الحوثيّون" "الورقة الأخطر" التي في جعبتهم ربطا بتطورات ميدان غزة؟ حسبما المح مصدر في موقع "ميديا بارت" الفرنسي.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل