السودان: اتهامات دولية ومحلية لـ"الدعم السريع" بارتكاب جرائم حرب

الجمعة 15 آذار , 2024 07:58 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

اتهمت الجبهة الديمقراطية للمحامين السودانيين قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قرى منطقة هبيلا بولاية جنوب كردفان.

وقالت الجبهة، في بيانٍ صحافي: "شنّت ميليشيا الجنجويد (الدعم السريع) هجوماً دموياً على منطقة هبيلا في جنوبي كردفان شمل العديد من قرى مدينة هبيلا مثل وطا، وتبلدي، والتنقل، وقردود، وظلطاية هبيلا نفسها".

ووصف البيان الهجوم بأنه "جاء في إطار سياسة ممنهجة وواسعة النطاق من الدعم السريع على معظم مناطق السودان".

وأوضحت الجبهة أن الهجمات "المروعة" جرت، منتصف شهر شباط/فبراير الماضي، موضحةً أنّ قطع خدمات الإنترنت أسهم في التعتيم على هذه الجرائم في حينها.

ومنذ اندلاع الحرب في 15 نيسان/أبريل 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، توسعت الأخيرة في هجماتها على القرى والبلدات في مختلف الولايات التي وصلت إليها بعد العاصمة الخرطوم، ولا سيما في كردفان، ودارفور، والجزيرة، وسنار، وأطراف النيل الأبيض.

كما لفت بيان الجبهة إلى أن "المليشيا ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تمثلت في قتل المدنيين، وحرق سبع قرى، والنهب، والاستيلاء على الممتلكات والأرض، والتهجير القسري لنحو 40 ألف مواطن، فضلاً عن اختطاف 15 فتاة من قرية التنقل.. ما أعاد للأذهان ما فعلوه في حي أردمتا، شمال مدينة الجنينة"، وفق ما ذكرت الجبهة الديمقراطية للمحامين السودانيين.

كذلك، دانت الجبهة الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في هبيلا وقراها بواسطة من سمتها "مليشيا الجنجويد" وفق تعبيرها، وحملتها "كامل المسؤولية عن هذه الجرائم الدولية"، وقالت إنها "صفحات أخرى في ملف سجلها الإجرامي منذ الإبادة الجماعية في دارفور في 2023"، وفق تعبير الجبهة.

"هيومن رايتس ووتش": "الدعم السريع" والمليشيات المتحالفة معها تعمّدوا ارتكاب عمليات قتل جماعي

وفي السياق نفسه، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية غيرا لحكو مية، إنّ "حكومات القرن الأفريقي واجهت فظائع الحرب والأزمات الإنسانية المتفشية طوال العام 2023 مقابل مساعدة دولية ضئيلة".

وأشارت المنظمة، في النسخة 34 من التقرير العالمي للعام 2024 الذي صدر أمس ويقدّم مراجعة للممارسات الحقوقية في نحو 100 بلد، إلى أن "المظالم التاريخية استمرت دون معالجات"، بالإضافة إلى "الإفلات من العقاب على الجرائم الخطرة بتشجيع انتهاكات واسعة ضد المدنيين في المنطقة" بحسب ما قالت المنظمة.

وأضح تقرير "هيومن رايتس ووتس" أن النزاع في دولتي السودان وإثيوبيا أثر كثيراً على المدنيين، ما تسبب بخسائر فادحة في الأرواح، وتدمير الممتلكات، وتهجير واسع"، وأنه "بدلاً من إعطاء الأولوية لهذه الأزمات، سعت الحكومات ذات التأثير وهيئات الأمم المتحدة، والكيانات الإقليمية مرة تلو الأخرى إلى تحقيق مكاسب قصيرة الأجل بدلاً من الحلول القائمة على الحقوق".

وقالت مديرة قسم أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، ماوسي سيغون: "يجب التحرك عالمياً وإقليمياً بشكل أكبر لحماية المدنيين وإنهاء دورات الانتهاكات والإفلات من العقاب التي تعرض المدنيين للخطر".

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية في المنظمة، تيرانا حسن: "قُتل وجُرح آلاف المدنيين، وفرّ ملايين من منازلهم، ما أثار أزمة إنسانية. وقعت بعد أسوأ الانتهاكات في غرب دارفور، حيث استهدفت قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها عمداً المدنيين غير العرب، وارتكبت عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي، وإحراق مُتعمِّد على نطاق واسع في بلدات المنطقة" بحسب ما قالت.

وأشار التقرير إلى أن النزاع المسلح الذى اندلع في السودان منذ أبريل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، تسبب بعواقب وخيمة على المدنيين، استخدمت الأطراف المتحاربة الأسلحة الثقيلة بشكل متكرر في المناطق المكتظة بالسكان ودمرت البنية التحتية الحيوية، بما فيها المرافق الطبية.

وأوضحت أنّ "الهجمات في السودان وإثيوبيا عرقلت أعمال الإغاثة"، وأنه "منذ (نيسان) أبريل، وصل مئات آلاف الفارّين من النزاع في السودان إلى جنوب السودان، بينهم لاجئون، بالإضافة إلى سودانيين جنوبيين عائدين، وفاقم الأزمة الإنسانية الحادة أصلاً في البلاد، والتي يغذيها النزاع وانعدام الأمن الغذائي المزمن والمنتظم، والمناخ القاسي، وانخفاض التمويل الإنساني".

يذكر أن مجلس حقوق الإنسان كان قد صوّت مؤخراً لصالح إنشاء بعثة دولية مستقلة لتقصي الحقائق للتحقيق في الانتهاكات بالسودان.

مستشار "الدعم السريع": قواتنا انسحبت من مبنى الإذاعة والتلفزيون حتى لا تقع معارك مع الجيش

في المقابل، أكد مستشار قوات الدعم السريع في السودان، مصطفى محمد إبراهيم، أن "معتقلات الدعم السريع معروفة وحتى الجيش السوداني يعرفها جيدا"، موضحاً أن "مباني الإذاعة أصلا غير مهيأة لكي تكون معتقلات أو سجون".

وقال: "بسبب التزام قائد الدعم السريع أمام المجتمع الدولي باستمرار الهدنة، سحب هذه القوة حتى لا تقع معارك مع الجيش لكي يُنسب لنا أننا خرقنا الهدنة، لذلك لم تجد قوات الجيش عندما دخلت الإذاعة أي فرد من قوات الدعم السريع".

يذكر أنه منذ 15 نيسان/أبريل الماضي، تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" في مناطق متفرقة في السودان، حيث يحاول الطرفان السيطرة على مقار حيوية، أبرزها القصر الجمهوري، ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وقيادة قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى عدد من المطارات العسكرية والمدنية.

معدلات مرتفعة لوفيات الأطفال

كشف مصدر طبي يعمل في مراكز إيواء نازحي الحرب، في مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان غربي السودان، ازدياد معدلات وفيات الأطفال في الولاية منذ اندلاع الحرب.

ونقل موقع "سودان تريبيون" عن مصدر طبي في أحد مراكز الإيواء في بابنوسة قوله: "وفيات الأطفال في المخيمات بلغت 75 طفلاً منذ 24 يناير الماضي حتى الآن، بسبب الحميات ونزلات البرد ونقص الغذاء إلى جانب عدم توفر الرعاية الصحية"، مؤكداً أن معدلات وفيات الأمهات بسبب انعدام المتابعة الطبية ازدادت، فضلاً عن ارتفاع أعداد الوفيات بين كبار السن نتيجة للأمراض المزمنة.

وأضاف: "بلغت نسبة النزوح 100% في الولاية، بالإضافة إلى تفاقم الأوضاع الصحية نتيجة لإغلاق المستشفى والمراكز الصحية منذ اندلاع الحرب في المنطقة".

وأشار المصدر إلى "عدم وجود عيادة طبية في منطقة ضليمة ببابنوسة بسبب انعدام المعدات الطبية".

وتسعى قوات الدعم السريع إلى السيطرة على مدينة بابنوسة، بسبب موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين ولايات كردفان ودارفور، فضلاً عن مجاورتها لـ"جنوب السودان".

يذكر أن السودان يواجه أزمةً إنسانيةً حادّةً منذ اندلاع الحرب في منتصف نيسان/أبريل الماضي بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان و"قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل