كيف دعمت "إسرائيل" الفاشية حول العالم منذ عام 1948؟

الخميس 21 آذار , 2024 10:14 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

كتب الصحافي توماس فازي مقالاً تحدّث فيه عن دعم "إسرائيل" العديد من الديكتاتوريات الأكثر وحشية في العالم على مدى عقود، وذلك عبر تصدير الأسلحة، التي تستخدمها وتجرّبها ضدّ الفلسطينيين، إلى هذه الأنظمة. 

وفيما يلي نصّ المقال منقولاً إلى العربية 

يعرف معظم الناس أنّ "إسرائيل" هي واحدة من أكبر منتجي ومصدّري الأسلحة في العالم، حيث تبيع الأسلحة إلى نحو 130 دولة، وتسيطر على نحو 2.5% من الصادرات العالمية للأسلحة الرئيسية اعتباراً من عام 2022.

ليس من المستغرب أن تبرز "إسرائيل" كرائدة عالمية في التكنولوجيا العسكرية المتطورة، فعلى مدى عقود، استخدم المجمع التقني العسكري الإسرائيلي الصراع والاحتلال كأرض اختبار للأسلحة الجديدة وتقنيات المراقبة وأدوات القمع التي يصدّرها بعد ذلك إلى جميع أنحاء العالم،  والحرب الحالية في قطاع غزة مثال على ذلك.

إنّ استخدام الفلسطينيين كفئران مختبر بشرية لصناعة الأسلحة الإسرائيلية هو ممارسة بغيضة أخلاقياً في حد ذاتها، ولكن هناك جانب أكثر قتامة لهذه القصة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنّ "إسرائيل" بذلت جهوداً كبيرة لتغطية آثارها. فـ "إسرائيل"، استخدمت، منذ عام 1967، صناعة أسلحتها لتسليح ودعم بعض الأنظمة الأكثر وحشية في النصف الثاني من القرن العشرين. وباستثناء الولايات المتحدة، لم تساهم أي دولة أخرى في قمع الديمقراطية والحركات الشعبية اليسارية في جميع أنحاء العالم بقدر ما ساهمت "إسرائيل".

وكما كتب الصحافي أنتوني لوينشتاين في كتابه "مختبر فلسطين": كيف تصدر إسرائيل تكنولوجيا الاحتلال حول العالم"، جرت السيطرة على الجنوب العالمي وتهدئته بالأسلحة الإسرائيلية والأميركية بشكل أساسي، بحيث عملت "إسرائيل" بشكل وثيق مع واشنطن لعقود، وغالباً ما عملت في أماكن فضلت فيها واشنطن الدعم السري بدلاً من الدعم العلني.

ويتضح هذا بشكل خاص في المنطقة التي طالما عدّتها الولايات المتحدة فناءها الخلفي، أميركا اللاتينية، موطناً لبعض أكثر الديكتاتوريات وحشية في حقبة الحرب الباردة - وكلها تقريباً كانت مدعومة سياسياً وعسكرياً من جانب "إسرائيل".

نظام دوفالييه في هايتي

أحد الأمثلة المبكرة على ذلك كان سلالة دوفالييه في هايتي، وهي دكتاتورية وراثية قمعية وحشية استمرت ما يقرب من 3 عقود، من عام 1957 حتى عام 1986. 

تلقى نظام دوفالييه الذي قتل ونفى العديد من المعارضين السياسيين، إذ يُقدر أنه قتل ما بين 30 إلى 60 ألف هاييتي، رشاشات عوزي الإسرائيلية ومركبات مدرعة وأجهزة لوضع أنظمة أسلحة على الطائرات.

ديكتاتورية ألفريدو ستروسنر في باراغواي

وفي أعقاب حرب عام 1967، أبرمت "إسرائيل" صفقة مع باراغواي، التي كانت آنذاك ديكتاتورية وفرت موطناً لمجرمي الحرب النازيين.

تضمّنت الصفقة المقترحة آنذاك دفع 60 ألف فلسطيني في غزة، أي نحو 10% من مجموع سكانها، للانتقال إلى باراغواي مع ضمان الجنسية في غضون 5 سنوات.

كما تضمنت وثيقة مسربة لمجلس الوزراء الإسرائيلي زعم رئيس "الموساد" تسفي زامير أنّ باراغواي منفتحة على استقبال "60 ألف عربي مسلم ليسوا شيوعيين، وفقاً لتعريفهم"، فيما لم تتحقق الخطة أبداً، وهاجر ثلاثون فلسطينياً فقط.

كانت هناك صلة بين الخطة الفاشلة وقرار "إسرائيل" في عام 1969 بوقف البحث عن النازيين في أميركا الجنوبية، وهو اتفاق شيطاني يشير إلى أنّ أعلى مستويات الحكومة الإسرائيلية فضّلت طرد الفلسطينيين على العثور على قتلة اليهود.

نظام بينوشيه في تشيلي

صادف شهر أيلول/سبتمبر الماضي الذكرى الـ50 للانقلاب الدموي الذي أطاح بسلفادور أليندي، الرئيس الاشتراكي المنتخب ديمقراطياً لتشيلي، وبشّر بنظام عسكري وحشي اشتهر بالتعذيب والقتل والإرهاب الدولي، بحيث قتل ما لا يقل عن 5000 شخص، وعذّب أكثر من 30000، فضلاً عن فرض نموذج اقتصادي جذري للسوق الحرة، خلال عهد بينوشيه الإرهابي بين عامي 1973 و1990.

إنّ الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في الإطاحة بأليندي ودعمها لنظام بينوشيه معروف جيداً. من ناحية أخرى، فإنّ دور "إسرائيل" أقلّ شهرة، ولكنه لا يقل أهمية.

لم تكتفِ "إسرائيل" بتدريب أفراد تشيليين للمساعدة في قمع شعبها، بل كانت مورداً رئيسياً للأسلحة لبينوشيه، إذ اعترفت برقية من السفارة الأميركية في تشيلي في نيسان/أبريل 1980ـ، بعد أن أقرّ الكونغرس الأميركي حظر الأسلحة ضد تشيلي في عام 1976، بأنّ "إسرائيل"  صدّرت أسلحة إلى تشيلي، بما في ذلك الصواريخ والدبابات والطائرات.

ونقلت برقية أميركية أخرى في 1984، عن وكيل وزارة الخارجية الأميركية قوله إنّ "إسرائيل" لا تزال واحدة من موردي الأسلحة الرئيسيين للنظام.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل