السياسات الخاطئة للأحزاب المسيحية في لبنان ــ د. نسيب حطيط

الجمعة 12 نيسان , 2024 01:44 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يعيش المسيحيون والمسلمون في لبنان تداعيات السياسات والرهانات الخاطئة "لليمين المسيحي" منذ ما قبل الاستقلال وما بعده. وفي قراءة تاريخيه لاستراتيجية الاحزاب المسيحية التي سيطر عليها حزبا "الكتائب" و"الوطنيين الاحرار" قبل الحرب الأهلية، ثم صادرتها القوات اللبنانية بعنوان توحيد البندقية المسيحية، وتتوزع الآن على اربع قوى سياسية: التيار الوطني الحر وحزب الكتائب والقوات اللبنانية وتيار المردة، بالإضافة الى الكنيسة وبعض الشخصيات المسيحية المستقلة التي تذوب بين هذه القوىالسياسية.  
وحتى لا يكون هذا الاتهام خارج الوقائع لابد من تذكير اللبنانيين بالتحالفات والقرارات التي اتخذها المسيحيون عندما كانوا يمسكون بالسلطة في لبنان وكان "الشيعة" خارج منظومة الحكم، وخارج المنظومة العامة السياسية كطائفة مهمشة وموزعة على الاحزاب اليسارية واليمينية والزعامات السياسية الشيعية التي كانت ملتحقة بالنظام دون شراكة .
-اتفاق القاهرة الذي وقّعته الحكومة اللبنانية عام 1969 أيام الرئيس شارل الحلو وقائد الجيش اميل البستاني مع ياسر عرفات لتنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان، والتي اعترفت فيه الدولة "بالإدارة الذاتية" للمخيمات وتشريع العمل المسلح في الجنوب ضد "اسرائيل"، وكان الضحية لهذا الاتفاق هو الجنوب الذي كان ساحة للمعارك والقصف اليومي "الاسرائيلي" والاجتياحات المتكررة من عام اجتاح 78 اجتياح 82 عناقيد الغضب وغيرها من العمليات، وقّع المسيحيون الاتفاق، ودفع الشيعة الثمن.
- التعاون بين الكتائب والقوات اللبنانية والجبهة اللبنانية مع العدو "الاسرائيلي" في مرحله من المراحل والتي انتجت دويلة سعد حداد في الجنوب والاحتلال "الاسرائيلي" حتى عام 2000 تعامل بعض المسيحيين مع إسرائيل ...ودفع الشيعة الثمن
- الحرب الأهلية اللبنانية التي وقعت بين الكتائب والاحرار والفلسطينيين ومن ثم الحركة الوطنية ولم يكن بعد هناك وجود حزبي للشيعة فأشعل المسيحيون الحرب ودفع الشيعة الذين لا علاقة لهم الثمن فتم تهجيرهم من النبعة وبرج حمود وكانت الضاحية خط تماس للقتال طوال الحرب الأهلية.
-تآمرت الكتائب والقوات اللبنانية مع العدو "الاسرائيلي" لإخراج الفلسطينيين من لبنان فكان اجياح عام 1982 قررت "اسرائيل" والكتائب والقوات القضاء على الفلسطينيين ..فدفع الشيعة الثمن حوالي 20 عاما من احتلال "اسرائيل" الجنوب والاف الاسرى ومئات الشهداء والتهجير القسري واحراق الجنوب.
- طالبت الجبهة اللبنانية سوريا بالتدخل في لبنان بعد حصار الفلسطينيين والحركة الوطنية للمسيحيين وتدخلت سوريا لإنقاذهم، ووقف الامام الصدر ضد عزل المسيحيين بمواجهه الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية، فدفع الثمن بداية بتصفية حركة امل وتجريدها من سلاحها، ومن ثم اختطافه في ليبيا.
 
- ايّد بعض المسيحيين المعارضة السورية لاعتبارات ذاتية وبطلب من الخارج وحموا النزوح السوري بل استدرجوه ..اخذ بعض المسيحيين القرار، ودفع الشيعة الثمن حيث ان النازحين يتم توجيههم للثأر من المقاومة.
لم يكن الشيعة تاريخيا طرفا في اي معركة ضد المسيحيين ولا حتى ضد السنة ولا حتى ضد الدروز منذ الحرب الأهلية التي دخلوها مكرهين وبشكل محدود وحموا المسيحيين في مناطقهم وتوجه الشيعة وحصروا قتالهم ضد العدو الإسرائيلي.
  ان الفقه السياسي الشيعي منذ أيام السيد عبد الحسين شرف الدين ومؤتمر وادي الحجير الى الامام الصدر الى الشيخ محمد مهدي شمس الدين الى السيد فضل الله الى حركة أمل الى حزب الله وبقية الشخصيات الدينية والسياسية الشيعية الدينية واليسارية لم تتخذ موقفا سياسيا عدائيا ضد الأخوة المسيحيين، وتشهد المناطق الشيعية انها زمن الحرب الأهلية والاحتلال وبعد التحرير لم يعتد أحد على مسيحي او قرية مسيحية بل بقي اهلها فيها ولم يتم تهجيرهم حتى العملاء.
ان مسارعة البعض للقول ان الصراع هو مسيحي - شيعي قول مردود ومرفوض وغير صحيح وإذا كان الخارج يريد اشعال الصراع المسيحي - الشيعي فلن يكون ذلك مهما كانت الاثمان لان القرار السياسي والديني للشيعة في لبنان يمنع القتال ضد اي طرف لبناني مسيحيا او مسلم الا في حالات الدفاع عن النفس عند الاضطرار وبشكل محدود لدفع الضرر فقط.
لن يقع الشيعة في فخ الفتنة ويناشدون القوى المسيحية المعتدلة من التيار الوطني الحر الى تيار المردة الى الكنيسة الى الشخصيات الوطنية المسيحية المبادرة لملاقاتها لوأد الفتنة ولا يمكن للشيعة ان يعزلوا المسيحيين وعندما قال الامام الصدر طإذا كان الأخوةالمسيحيون يحتاجون للطمأنة فانا على استعداد لتغيير العرف في رئاسة الجمهورية الى دستور.." وكل فقهاء الشيعة يؤكدون على وجوب حفظ الأخوة المسيحيين في لبنان لاعتبارات وطنية ودينيةوحضارية.
معا مع كل الوطنيين من كل الطوائف والاحزاب للتحرك لوأد الفتنه وحفظ ما تبقى من لبنان..."تعالوا الى كلمة سوا بيننا وبينكم...".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل