إيران.. والمسرح الدولي

الأربعاء 24 نيسان , 2024 12:03 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة
إيران بعد أن أصبحت جمهوريّة إسلاميّة واتضح مسارها ونظامها الجديد ومبادؤها واستراتيجيتها التي أسسها عليها الإمام الخميني (رض)؛ لا شرقيّة ولا غربيّة جمهوريّة إسلاميّة، ومن اللحظة الأولى تم إنزال علم "إسرائيل" عن سفارتهم في إيران ورفع عليها علم فلسطين، خلال عام من هذا التحوّل من دولة كانت تسمى شرطي الخليج في زمن حكم الشاه إلى دولة إسلاميّة من أبرز الشعارات التي وضعها الإمام الخميني أميركا الشيطان الأكبر .
بعد عام واحد من هذا التحوّل شنوا الحرب عليها، الواجهة كان صدام حسين؛ حاكم العراق آنذاك، ومع أغلب العرب وأمريكا وأوروبا والاتحاد السوفييتي آنذاك، يعني العالم كله تقريبا، ثماني سنوات لم يبقَ سلاح إلا واستخدم ضدها وصمدت ولم تسقط، بعدها مباشرة اختلف العرب على الفلوس، فاجتاح صدام الحسين الكويت وهدد الخليج، فجاءت أمريكا والغرب معها إلى المنطقة بجيوشهم..
 بعد هذا التاريخ بدأت إيران تصنع نفسها وقوتها ومتحديّاً الغرب المتغطرس، ودعمت المقاومات الإسلاميّة والحركات السنيّة والشيعيّة وكل مظلوم ومعتدى عليه، ومنهم أهل البوسنة والهرسك، واستطاعت ببضع عقود أن تصبح قوّة تسليحيّة نوعيّة صاروخيّة ومسيّرات وصولاً للأقمار الصناعيّة حتى دولة عظمى مثل روسيا، استعانت بها بالطائرات المسيّرة بحربها في أوكرانيا.
كل هذا ومفروض عليها حصار أممّي، لكنها حمت أراضيها وكيانها وثورتها بقيادة حكيمة من الإمام الخميني إلى الإمام الخامنئي ولم يتمكن أحد من الاعتداء على أراضيها، وحتى طائرة أميركية تجسسيّة قيمتها كما قيل 220 مليون دولار تم إسقاطها لأنها دخلت بضعة أمتار فوق أراضيها.
في كل هذه السنين كانت تمارس الصبر الإستراتيجي في التحديّات والعدوان على دول وشعوب مظلومة في الشرق الأوسط إلى أن جاء العدوان على قنصليّتها في الشام واستشهد عدد من المستشارين في الحرس الثوري، وقررت أن تنتقم بنفسها من الكيان الصهيوني، ومن نفس القواعد التي انطلق منها العدوان على قنصليّتها، وبوضوح الشمس وليس بالغدر كما سيرة أعدائها، وأعلمت القريب والبعيد، وأرسلت المسيّرات التي غطّت أراضي فلسطين المحتلة بعمليّة أدهشت الخبراء والعالم، وألحقت بهم صواريخ ضربت الأهداف المحدّدة بدقة.
تمّت العمليّة بنجاح وسرور لكل محور المقاومة والصدمة والانكسار للكيان الصهيوني وقادته ومن ساندهم من عرب وبعض دول أوروبيّة، وبقيادة أميركية، ولأن أميركا تعرف قوّة إيران وإمكاناتها، وقوتها الصاروخيّة خصوصاً، أمسكت بيد قادة هذا الكيان الهشّ في اللّحظات الصعبة، ومنعته من الرد حتى لا تكون العواقب أكبر بكثير، وبهذا أصبحت الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة دولة قويّة ولاعباً رئيسياً على المسرح الإقليمي والدولي.
ولمن أغاظهم نجاح عمليّتها الأخيرة ومن حقدهم وصفوه بالمسرحيّة، يقال لكم: أنتم صغار أمام مسرح المواجهات الكبيرة؛ تصفقون ضد مصلحة بلدكم، ومع الأسف تتألمون عندما يتألم العدو الصهيوني المعتدي على لبنان وكل فلسطين وغيرها، أليس ذلك مواقف خالية من الشهامة والكرامة والوطنية؟
إبراهيم سكيكي


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل