انتصارنا .. بعيون "هوليوودية" ـ بقلم: حسام أحمد زين الدين

الثلاثاء 07 أيار , 2024 08:06 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

يبدو الأمر غريبا عندما نتحدث عن انتصارنا في السينما الهوليوودية, فكما هو معروف هوليوود و من ورائها هم من اشد الداعمين للكيان الغاصب و الويل و الثبور لمن تجرأ و صرح بموقف معاد, فكم من فنان و فنانة توقفت او باحسن الأحوال تراجعت مسيرتهم الفنية بعد ان تجرؤا و صرحوا بمواقف مغايرة لسياسة هوليوود و الأمثلة كثيرة و لكن لن نذكرها اختصارا للموضوع.  

لكي اوضح فكرتي اكثر, المقصود هنا ليست مواقف داعمة للقضية الفلسطينية او افلام اخذت على عاتقها ابراز قضيتنا الى الضوء, انما هي مجموعة افلام متنوعة من اكشن و تاريخ و خيال علمي و حتى رياضة كلها على اختلافها تتبنى فكرة انتصار المظلوم و المدافع عن قضيته مهما كانوا قلة و بإمكانات محدودة, و مهما كثر الأعداء و استقووا و تجبروا و مهما قل المؤمنون بالقضية و وقفوا ضد الأبطال, المهم ان البطل (او فكرته) انتصر في النهاية, و القلة اصبحوا اكثرية و ظهر الحق و زهق الباطل.  

سآخذ عينة من هذه الأفلام بتحليل سريع و بسيط (لست ناقدا او محللا سينمائيا و لا احاول ان  اكون و لكن الفكرة واضحة و جد بسيطة). سأبدأ بفيلم "ثلاثمائة" (300) ربما هو احد اكثر الأفلام  التي تدور حول موضوع القلة التي آمنت بفكرة و انتصرت, بكل بساطة هو عبارة عن ملك و معه فقط ثلاثمائة مقاتل يتحدى امبراطورية و يذهب لقتالها و رغم ان الجميع كان ضده الا انه آمن بانتصاره هو و من معه و رغم موته مع جميع جنوده الا انهم اصبحوا اسطورة حية حتى النصر.  

هناك سلاسل افلام من الخيال العلمي المتنوعة مثل "”The maze runner”,”The Hunger Games و "Divergent" كلها تقريبا نفس الموضوع تبدأ بمجتمعات مغلقة و اشخاص خاضعين يتعرضون لشتى انواع الترهيب و الترغيب و الألعاب المميتة الى ان يظهر شخص يغرد خارج السرب يقود الجموع الى الحرية رغم الكلفة الهائلة و المصاعب التي يواجهونها. جميع هذه الأفلام تنتهي بانتصار الضعفاء رغم قلتهم و الإجرام المتوحش الذي مورس ضدهم.

كما لا يجب ان ننسى ابدا ثلاثية –او رباعية بعد انتاج فيلم جديد مؤخرا- الMatrix  الشهيرة من بطولة الممثل الأميركي المولود في بيروت كيانو ريفز, لعلها من اعمق و اعقد قصص "المقاومة الهوليوودية-الخيال علمية"  و الايمان بالمقاومة سبيلا وحيدا للتحرر!

تحضرني ايضا سلسلة افلام الملاكمة الشهيرة "روكي" للمثل سيلفستر ستالون ( على الهامش- لا يجب ان نغض النظر عن البروباغندا الفاقعة في السلسلة كما في معظم الأفلام المذكورة اعلاه و ادناه لاحقا و لكنها ليست موضوعنا هنا و روكي كان في صغري احد افلامي المفضلة و لا زال, و لكن فقط من الناحية الرياضية) في الجزء الرابع مثلا, يظهر بطلنا المحبوب –قل بطلي- يتدرب وحيدا وسط الثلوج فيما خصمه الروسي يتلقى عناية خمس نجوم في افضل مراكز التدريب بمراقبة و اشراف افضل الأطباء و المدربين و الجنرالات (!!!!) المهم في الموضوع, ارادة و تصميم روكي كانا اقوى و الموقعة انتهت كما كل افلام روكي بانتصاره  رغم كل الصعوبات التي واجهها لكن عزيمته و ارادته كانا اقوى دائما.

كذلك هناك فيلم " Saving Private Ryan" للمخرج ستيفن سبيلبرغ, حيث يتم ارسال فرقة كاملة من الجنود خلال الحرب العالمية الثانية من اجل انقاذ جندي واحد فقط. تذهب الفرقة لإتمام المهمة مع علمهم بكلفتها و تضحياتها و المخاطر الجسام التي سيواجهونها و علمهم بعدم عودة معظمهم احياء- غريب, الا يذكرنا هذا بشيء من واقعنا هذه الأيام؟

يستحضرني ايضا فيلم "المجالد" (The Gladiator) احد ايقونات السينما و الحاصل على عدة اوسكارات, باختصار جد شديد, رغم ضعف البطل و موته في النهاية الا انك تشعر بانتصاره و هزيمته للأمبراطور الروماني الذي وقف عاجزا امامه رغم كل جبروته و طغيانه و قوته.  

القائمة تطول, و لا مجال لذكرها كلها, هي عينة فقط من افلام انتجتها هوليوود. يقال ان السينما بشكل عام مأخوذة من الواقع حتى قصص الخيال العلمي و الفانتازي و غيرها كلها مستوحاة من امور حدثت. قد لا يتحدثون عن فلسطين, قد لا ينتجون افلاما تتكلم عنها و عن قضيتها قد يحاولون طمسها و لكننا نأخذ العبرة من افلامهم, هم يقولون في افلامهم ان على المرء ان يؤمن بقضيته و يدافع عنها حتى الرمق الأخير مهما تكالب الأعداء و كثرت المصائب.  

فالنصر فكرة و الفكرة لا تموت.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل