قطاع غزة والرسالة الأخيرة

الثلاثاء 15 كانون الثاني , 2019 12:16 توقيت بيروت فـلـســطين

 

فيما يعود وضع غزة إلى الغليان من جديد، بعد تراجع العدو الإسرائيلي عن تطبيق التفاهمات بتحسين الواقع الإنساني للغزيين، لم يعد يجدي نفعاً مع ترسخ اقتناع  نتنياهو بأن السير في هذا المسار أصبح مادة دسمة لهجوم خصومه عليه خلال المرحلة الانتخابية القادمة، وإزاء هذا الواقع المغلق الآفاق، يبدو أن الفصائل الفلسطينية قد أبلغت الوسيطين المصري والأوروبي، أنها أعطت أكثر من فرصة لتطبيق التفاهمات لكن الكيان يريد المماطلة، ووسط ذلك وصلت حالة الحصار والتضييق الاقتصادي إلى مراحل خانقة، لذلك قررت فصائل غزة، إرسال إنذار أخير بأن ذلك سيدفع إلى تصعيد كبير في غلاف غزة في مرحلته الأولى، عبر تسخير الأدوات الميدانية التابعة لمسيرات العودة، بالإضافة إلى المحافظة على معادلة القصف بالقصف، وهو ما قد يجر إلى معركة لا يرغب الإحتلال في خوضها حاليا، عكس ما يروج له البعض.
وفي هذا الشأن تدور اجتماعات للهيئة العليا لمسيرات العودة لتقييم الوضع، بالإضافة إلى اجتماع مرتقب لـغرفة عمليات المقاومة، من أجل تحديد طبيعة المواجهة في حال قرر العدو الرد عسكرياً، بما في ذلك الدخول في مواجهة مشابهة لتلك التي تلت كشف القوة الصهيونية الخاصة قبل فترة شرق خان يونس جنوبي القطاع.
ويأتي الدافع وراء تلويح المقاومة بالمواجهة، بسبب مماطلات الاحتلال المرتبطة بالأوضاع الإسرائيلية السياسية الداخلية، فضلاً عن تنصّله من تعهداته التي كان قد وافق عليها مؤخرا، بما فيها موضوع المنحة القطرية، التي نقلها الوسطاء ولا سيما الوفد المصري، وبالتزامن مع تهديدات المقاومة، يُجري جيش العدو، تدريبات ومناورات في «المجلس الإقليمي ـــ إشكول» لمحاكاة اندلاع حرب وشيكة مع قطاع غزة، تحاكي فيها المناورات وقوع إصابات في صفوف المستوطنين في «كيبوتسات» قرب الحدود، مع القطاع وكذلك اندلاع حريق في مصنع جراء سقوط صواريخ للمقاومة وإغلاق طريق «إشكول»، وانقطاع التيار الكهربائي في مستوطنات «غلاف غزة» كافة بفعل إصابة شبكة الكهرباء بالصواريخ، بالإضافة إلى إخلاء المستوطنات. 
وفي هذا الإطار، دعا رئيس هيئة أركان الإحتلال المنتهية ولايته، غادي أيزنكوت، إلى «تفادي الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مع ضرورة إتاحة الظروف الكفيلة بإعادة الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، وأشار أيزنكوت أن حماس حددت لنفسها هدفاً لتجديد الانتفاضة وفشلت في تحقيق هذا الهدف وغيره، وقد أدى الاحتجاج العنيف عند السياج إلى إحداث الضرر بأمن سكان منطقة غزة، وهو ما يبدو بإن لا نية لحماس بشن هجوم على إسرائيل في الوقت الحالي.
فارس أحمد


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل