شاهد بالصور ... البطيخ وحكايته مع الصائمين في فلسطين

الثلاثاء 21 أيار , 2019 02:20 توقيت بيروت منــوّعــــات

الثبات ـ منوعات

 

يتخذ الصائمون من البطيخ ملاذًا لإطفاء عطشهم وإرواء ظمئهم، غير أنّ أسعاره المشتعلة هذا الموسم، وقلة جودة المعروض من هذه الفاكهة في الأسواق، جعلا ذكريات البطيخ هي الحاضر على موائد الصائمين.


البطيخ والجبنة يقيان الصائمين الجوع والعطش

لا يزال تناول البطيخ والجبنة البيضاء البلدية وجبةَ السحور الرمضانية على مدار السنين، خاصة في أيام الصيف، حيث تقي الصائمين الجوع والعطش.

وتتلخص لمة العائلة على وجبة السحور في فلسطين، كون تلك الوجبة كانت رئيسية إلى جانب أشياء أُخرى، فإنها في هذا العام لم تتناول الكثير من العائلات البطيخ في رمضان، لأن أسعار البطيخ لغاية الآن مرتفعة.

 

 وجبة سحور كاملة
البطيخ والجبن وجبة السحور المفضلة لدى غالبية الفلسطينيين، ورثتها الأجيال حتى أيامنا هذه، خاصة في فصل الصيف، فيها من الفوائد العظيمة ما يكفي لحاجة الجسم من الفيتامينات والألياف والماء، وهو ما جعلها وجبة غذائية كاملة تسد حاجة الصائم من الطعام والشراب في ساعات الصيام الطويلة والحارة.

وتوضح أخصائية التغذية عفاف حثناوي، أن ارتباط البطيخ بوجبة السحور عرفه أجدادنا قديمًا، لما فيه من حلٍّ لأكبر مشكلةٍ يواجهها الصائمون وهي العطش، فصيام 16 ساعة من نهار الصيف وما يتبعها من تعرق بسبب الحر يفقد الجسم السوائل، وتناول البطيخ يجعلنا نحافظ على حاجتنا من السوائل والمعادن والفيتامينات.

 

فؤاد البطيخ
وبحسب حثناوي، فإن البطيخ يكفينا ربع احتياجاتنا اليومية من البوتاسيوم والألياف، والبطيخ يسد احتياجاتنا من الماء، إذ يحتوي البطيخ على 92% من الماء، خاصة أن الفترة ما بين الإفطار والإمساك قليلة، وغالبيتنا لا تتمكن من أخذ حاجتها من الماء، "واستهلاكنا البطيخ يسد فجوة حاجتنا للماء.

وللبطيخ فوائد في حماية الأمعاء والمساعدة على الهضم ومحاربة عسر الهضم، خاصة في وقت السحور لأن غالبيتنا تتناول السحور وتنام، والبطيخ من الوجبات الخفيفة على المعدة وحركة الأمعاء، فحتى لو نمنا مباشرة، فإننا لا نشعر بالإزعاج، وبالتالي يحل كذلك مشكلة الإمساك كونه يحتوي على 92% من الماء وفيه ألياف بدرجة كبيرة، وهو مهم لمن يعانون من ارتفاع ضغط دم، فتناوله يخفف ضغط الدم، وهو مفيد لمن يعانون من مشاكل في تصفية الكلى ويمنع الحصوات.

 

لا للسمنة في رمضان
ومن لا يريد السمنة في رمضان، فإن الأخصائية حثناوي تؤكد أن سعرات البطيخ قليلة، فكل 100 غم يوجد فيها 33 سعرة والكوب متوسط الحجم فيه 66 سعرة، علاوة على أن كمية السكر فيه ضئيلة جدًا، فكل حصة (الحصة من البطيخ كوب 250 ملغم) تحتوي على 8 غرامات من السكر، إذ إن البطيخ وجبة مهمة لمن يخشون ارتفاع مستوى السكر في الدم، فهو خيار صحي لمن يعانون من مرض سكر الدم مقارنة بالفواكه الأخرى، ولكن مع أهمية الانتباه للكميات التي سنتناولها، فالزيادة في الكميات تراكم سكر الدم.

وتحتوي الحصة الواحدة من البطيخ على فيتامينات A وC، وعلى معادن البوتاسيوم والحديد والفسفور، فالبطيخ يكفي ربع احتياجاتنا اليومية من البوتاسيوم، وفيه ألياف تكفي ربع احتياجاتنا من الألياف اليومية، و92 من مركباته من الماء.

 

 الجبنة البيضاء
أما فيما يتعلق بالجبنة البيضاء، فإن حثناوي توضح أن ارتباط الجبنة بالبطيخ كوجبة لوقت السحور أمر مهم، لكن يجب الانتباه إلى أن تكون منقوعة حتى لا نشعر بملوحتها، وبالتالي فإن زيادة الملوحة ستزيد من كمية الصوديوم في الجسم، الذي بدوره يخسرنا سوائل أكثر وسنشعر بالعطش أكثر.

والجبنة تشعر الصائم بالشبع لوجود كميات من البروتين فيها، وهي من أكثر العناصر التي يطول هضمها في المعدة وسنشعر بشبع أكثر، وهي تشعرنا بترطيب الجسم، وفيها كمية مهمة من الكالسيوم أما مركبات الجبنة البيضاء، فتوجد فيها نسبة كبيرة من الكالسيوم والبوتاسيوم، وفيتامينات D وA.

 

الجبن والبطيخ
وتناول الجبن والبطيخ مهم، فهما يكملان بعضهما، فلا نشعر بالعطش ولا بالجوع، وفيهما عناصر غذائية مهمة، ولكن إن زاد الأمر عن حده ينقلب ضده كما يقال، ويجب أخذهما باعتدال، ويفضل أن نتناول بمقدار حصتين من البطيخ (الحصة الواحدة بمقدار كوب فيه 250 ملغم) حتى لا يتم التأثر على العصارة الهضمية، فيما يفضل تناول حصتين من الجبنة البيضاء (كل حصة 30 غم)، أو بمعدل قطعتين من الجبن كل قطعة بمقدار علبة الكبريت الواحدة.

وتقول أخصائية التغذية عفاف حثناوي برغم فوائد البطيخ والجبنة على السحور، فإنه يجب تقليل الكميات في حال أكلهما مع أشياء أُخرى، ويفضل تناولهما وحدهما بالكميات ذاتها التي ذُكرت مع نصف رغيف خبز فقط، وتناول البطيخ والجبن وحدهما وجبة كاملة تفي الصائم احتياجاته اليومية.

 

ارتفاع غير مسبوق

بدا واضحًا هذا العام ارتفاع غير مسبوق في أسعار البطيخ، خاصة مع الحاجة إليه في شهر رمضان المبارك، إذ يزيد سعر البطيخة الواحدة عن ثمن دجاجة، إذ يصل سعر البطيخة ما بين (15-50 شيكلاً) بحسب حجمها، في وقت يبلغ فيه سعر الدجاجة الواحدة ما بين (15- 25 شيكلاً).

 

وزارة الزراعة
وترى وزارة الزراعة على لسان مدير عام التسويق فيها طارق أبو لبن أن ارتفاع أسعار البطيخ ليس سببه فلسطينيًا، بل إن السبب هو ارتفاعه في إسرائيل كما حدث مع الكثير من المنتجات الزراعية، نتيجة المنخفضات والأحوال الجوية، التي كانت معيقًا، بدءًا بالعقد وانتهاء بالنضج، وقلة الكميات المنتجة، وهو أمر أدى إلى زيادة الأسعار حتى في أرض الإنتاج.

ومنذ أكثر من شهر بدأت أسعار البطيخ بالارتفاع، إذ يبلغ سعر الكيلو الواحد للبطيخ في الأسواق الفلسطينية ما بين (5,5-8,5 شيكل) بحسب جودة البطيخ، بل إن هذا السعر مرتفع قليلاً في الأسواق الإسرائيلية، التي قد يصل سعر كيلو البطيخ فيها إلى نحو 9 شواكل.

ولا تستطيع وزارة الزراعة الفلسطينية تحديد أسعار البطيخ لأنه منتج غير أساسي ولا يؤثر على عوامل الأمن الغذائي، وتكلفة الإنتاج فيه تحدد بناءً على الكميات المنتجة على مستوى المزرعة، وكلما انخفضت الكمية فإن ذلك يؤثر على السعر، وبالتالي فإن هذا المنتج غير الأساسي مرن، وكلما زاد سعره قلت كمية الطلب عليه، وفق ما يوضح أبو لبن.

 

محاولات لزراعة البطيخ في ظل عدم كفاية حاجة السوق

منذ سنوات عدة تحاول وزارة الزراعة تشجيع المزارعين على زراعة البطيخ، ورغم ذلك فإن كمية ما تنتجه المزارع الفلسطينية لا تكفي حاجة السوق الفلسطينية، إذ تصل ما بين 20-30 ألف طن من البطيخ في كل موسم وفقًا لأسعاره، أما في الوضع الطبيعي فتبلغ الحاجة للبطيخ 25 ألف طن، وهي كمية قد تزيد أو تنخفض قليلًا، فيما يبلغ حجم الإنتاج الفلسطيني من البطيخ أكثر من 5 آلاف طن.


كمية إنتاج البطيخ الفلسطيني لا تفي بحجم الاستهلاك في الأراضي الفلسطينية، الذي يزيد بنحو خمس أضعاف ويتم توفيرها بالاستيراد من إسرائيل، وفي ظل ارتفاع الأسعار هذا العام فإن وزارة الزراعة ترى أن كمية الطلب سوف تقل، بعكس العام الماضي الذي تم فيه استهلاك نحو 27 ألف طن بطيخ، نتيجة انخفاض الأسعار.

وخلال السنوات الماضية، تعددت تجارب زراعة وإنتاج البطيخ في مناطق أريحا والأغوار والأغوار الشمالية، لتبلغ مساحات المناطق المزروعة بالبطيخ لهذا العام نحو 1200 دونم، تنتج نحو 5500 طن، إذ بلغت المساحات المزروعة بالبطيخ هذا العام في أريحا والأغوار 500 دونم، وتنتج 2500 طن في الفترة ما بين الأول من أيار وحتى 25 من الشهر ذاته، أما في منطقة طوباس وأغوارها فالمساحة المزروعة هي 700 دونم بإنتاج يصل إلى 3000 طن في الفترة ما بين 10 أيار إلى 10 حزيران.

 

دخل البطيخ السوق في غير موسمه فازداد الربح وقلّت الجودة
وبدت أسعار البطيخ لهذا العام غير منطقية ومبالغًا فيها، إذ تعتقد جميعة حماية المستهلك أن ما جرى هو من أجل أن يحقق التجار ربحًا أكبر، في ظل رداءة جودة البطيخ الذي أُدخل إلى السوق بغير موسمه، وتصل شكاوى كثيرة عن ذلك.

ويقول رئيس جمعية حماية المستهلك صلاح هنية هناك موردون يقومون بإدخال البطيخ في غير موسمه للسوق من أجل تحقيق أرباح أكثر، علاوة على أن جودة البطيخ غير جيدة، ولا توجد أحجام مناسبة"، مشيرًا إلى أنه رغم تراجع القدرة الشرائية فإن إقبال المواطنين عليه ما زال مستمراً بسبب الاعتياد على تناوله في رمضان.

وفيما يتعلق بمعرفة جودة البطيخ، أو طريقة الدق على البطيخة لمعرفة جودتها، قال هنية إن طريقة الدق على البطيخة لمعرفة جودته أمر خاطئ، ويستحيل علينا معرفة ما بداخلها من دون فتحها، ولا توجد طريقة لمعرفة ما بداخلها، ولكن يجب الانتباه إلى معرفة ظروف التخزين للبطيخ، والحل لمعرفة الجودة يتمثل بالانتظار حتى موسم البطيخ.

 

 

 

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل