فراغ الدستور يعطل مسيرة الاقتصاد القومي في السودان

الخميس 27 حزيران , 2019 12:34 توقيت بيروت اقتصاد

الثبات ـ اقتصاد


على مدى أكثر من شهرين، يعيش السودان حالة من الفراغ الدستوري والتنفيذي عقب الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس المعزول عمر البشير بعد ثلاثة عقود.

وأعلن المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى مقاليد إدارة البلاد في 11 نيسان الماضي حل كافة الحكومات المركزية والولائية، إلى حين التوصل لاتفاق سياسي مع قوى الحرية والتغيير، التي قادت الحراك السياسي خلال الفترة السابقة.

غير أن الاتفاق يسير على طرق وعرة، تجعل من الوصول الى اتفاق هدفا صعب المنال في الوقت الراهن، تزامنا مع أحداث تساهم في اهتزاز الثقة بين الطرفين، كان آخرها اتهامات قوى الحرية والتغيير للمجلس الانتقالي، في أحداث فض اعتصام القيادة العامة.

وفي الثالث من حزيران الماضي، فُض اعتصام قيادة القوات المسلحة الذي نجم عنه 128 قتيلا، بحسب احصائيات لجنة أطباء السودان المركزية (لجنة طبية معارضة) وفيما تشير الاحصائيات الحكومية إلى مقتل 61.

وبسبب هذه الأحداث، أوقفت قوى الحرية والتغيير التفاوض المباشر مع المجلس العسكري، في ظل وجود عدد من الوساطات الإفريقية والعربية والدولية.

وتنعكس الأحداث السياسية الجارية، سلبا، على مسيرة الوضع الاقتصادي بالبلاد الذي لم يبارح مرحلة أزماته المستمرة، على الرغم من التغيرات السياسية.

وظلت الأوضاع الاقتصادية كما هي عليه دون الالتفات إلى الآمال العريضة التي وضعها الشارع السوداني عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير.

وأكد رئيس الغرفة التجارية بولاية الخرطوم حسن عيسى، على عدم استقرار الأسواق في ظل الوضع السياسي الراهن، لافتا إلى وجود تذبذب حاد في أسعار السلع الاستهلاكية.

وبحسب جولة لوسائل إعلامية، بالسوق العربي وسط العاصمة السودانية الخرطوم، فإن تصاعدا كبيرا في أسعار السلع الاستهلاكية وفي مقدمتها اللحوم والألبان.

بدوره كشف أمين أمانة السياسات باتحاد الغرف الصناعية (خاص)، سمير أحمد قاسم عن انخفاض الإنتاج الصناعي إلى أقل من 40 بالمئة من الطاقة الإنتاجية للمصانع، على خلفية الأوضاع غير المستقرة التي يعيشها السودان.

وأكد على عدم توفر العوامل الرئيسة للإنتاج الصناعي، المتمثلة في استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، التي يترتب عليها توفير مقومات الصناعة الطاقة والوقود والعمالة.

ويعاني السودان من أزمات اقتصادية متتالية طيلة السنوات الماضية، تتمثل في أزمات في السلع الأساسية وشح في الأوراق النقدية، وهبوط متكرر للعملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، علاوة على ضعف الاستثمارات الخارجية.

وعانت ولاية السودان المختلفة من أزمات حادة في الخبز والوقود خلال الأيام الاخيرة من شهر رمضان، وعقب أحداث فض اعتصام القيادة بسبب إغلاق معظم المحلات التجارية لابوابها امام المواطنين.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل