محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬الليبي‭ ‬يحذِّر‭: ‬الصراع‭ ‬العسكري‭ ‬عرقل‭ ‬خطوات‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وأدى‭ ‬إلى‭ ‬مشكلات‭ ‬سيولة

السبت 27 تموز , 2019 02:30 توقيت بيروت اقتصاد

الثبات ـ اقتصاد


‭‬قال‭ ‬الصديق‭ ‬عمر‭ ‬الكبير،‭ ‬محافظ‭ ‬مصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬طرابلس،‭ ‬ان‭ ‬هجوما‭ ‬شنته‭ ‬قوات‭ ‬شرق‭ ‬ليبيا‭ (‬المسماه‭ ‬‮‬الجيش‭ ‬الوطني‭ ‬الليبي‮‬‭ ‬بقيادة‭ ‬خليفة‭ ‬حفتر) ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬العاصمة‭ ‬طرابلس‭ ‬أدخل‭ ‬إصلاحات‭ ‬اقتصادية‭ ‬وليدة‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬الشك‭ ‬وجدد‭ ‬مشكلات‭ ‬السيولة‭.‬

وأضاف‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬اتصال‭ ‬له‭ ‬حاليا‭ ‬برئيس‭ ‬فرع‭ ‬مواز‭ ‬للبنك‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬بنغازي‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬البلاد،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬المزق‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬الانقسام‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.‬

ومنذ‭ ‬2014،‭ ‬انقسمت‭ ‬ليبيا‭ ‬بين‭ ‬حكومتين‭ ‬متنافستين‭ ‬وتحالفين‭ ‬عسكريين‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬وفي‭ ‬الشرق،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬رئيسية‭ ‬مثل‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬والمؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفط‮‬‭.‬

ورغم‭ ‬ذلك،‭ ‬مازالت‭ ‬إيرادات‭ ‬النفط،‭ ‬المصدر‭ ‬الرئيسي‭ ‬لدخل‭ ‬ليبيا،‭ ‬يديرها‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬طرابلس،‭ ‬حيث‭ ‬مقر‭ ‬الحكومة‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬دوليا‭.‬

ومع‭ ‬تذبذب‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الأخيرة،‭ ‬نشأت‭ ‬وترعرعت‭ ‬ت‭ ‬سوق‭ ‬سوداء‭ ‬كبيرة‭ ‬للنقد‭ ‬الأجنبي،‭ ‬وعانت‭ ‬البنوك‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬السيولة،‭ ‬وهبطت‭ ‬مستويات‭ ‬المعيشة‭ ‬بشكل‭ ‬حاد‭.‬

ويتجه‭ ‬معظم‭ ‬الإنفاق‭ ‬لتغطية‭ ‬الرواتب‭ ‬الحكومية‭ ‬المتضخمة‭ ‬والدعم،‭ ‬لكن‭ ‬الكبير‭ ‬قال‭ ‬أنه‭ ‬تقرر‭ ‬تخصيص‭ ‬خمسة‭ ‬مليارات‭ ‬دينار‭ (‬3.58‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭) ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬للإنفاق‭ ‬على‭ ‬مشروعات‭ ‬تنمية‭ ‬متجمدة‭ ‬منذ‭ ‬2010،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مدارس‭ ‬وجامعات‭ ‬وطرق‭.‬

لكن‭ ‬خطط‭ ‬الإنفاق‭ ‬هذه‭ ‬تعطلت‭ ‬حين‭ ‬هاجمت‭ ‬قوات‭ ‬موالية‭ ‬للحكومة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬بقيادة‭ ‬خليفة‭ ‬حفتر‭ ‬طرابلس‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬أبريل‭/‬نيسان،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تستعد‭ ‬فيه‭ ‬لإجراء‭ ‬حوار‭ ‬وطني‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جهود‭ ‬لتوحيد‭ ‬البلاد‭.‬

وقال‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬جرت‭ ‬أثناء‭ ‬زيارته‭ ‬للندن‭ ‬‮«‬كان‭ ‬هناك‭ ‬بصيص‭ ‬من‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬مارس‭ (‬آذار‭) ‬وأوائل‭ ‬أبريل‭ (‬نيسان‭)‬،‭ ‬لكن‭ ‬تفاجأنا‭ ‬بصراحة‭ ‬ولم‭ ‬نكن‭ ‬متوقعين‭ ‬الهجوم‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬خليفة‭ ‬حفتر‭ ‬على‭ ‬طرابلس‮»‬‭.‬

وعرقل‭ ‬القتال‭ ‬تسليمات‭ ‬الأموال‭ ‬لبعض‭ ‬البنوك‭ ‬خارج‭ ‬العاصمة،‭ ‬حسبما‭ ‬قال‭ ‬الكبير  ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬أزمة‭ ‬سيولة،‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬انفرجت‭ ‬بعد‭ ‬فرض‭ ‬رسوم‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬على‭ ‬معاملات‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬بسعر‭ ‬الصرف‭ ‬الرسمي‭ – ‬لكن‭ ‬الطوابير‭ ‬أمام‭ ‬البنوك‭ ‬لم‭ ‬تنحسر‭.‬

مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬شحنة‭ ‬أخيرة‭ ‬كانت‭ ‬تبلغ‭ ‬11‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬كانت‭ ‬مرسلة‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬جادو‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬استولت‭ ‬عليها‭ ‬قوات‭ ‬حفتر،‭ ‬التي‭ ‬احتجزت‭ ‬خمسة‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭ ‬وسلمت‭ ‬الباقي‭.‬
ولم‭ ‬يتسن‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تعليق‭ ‬من‭ ‬‮«‬الجيش‭ ‬الوطني‭ ‬الليبي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يقوده‭ ‬حفتر‭.‬

وقاد‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬جهودا‭ ‬لتوحيد‭ ‬مؤسسات‭ ‬ليبيا‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬تنامي‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬الثروة‭ ‬النفطية‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬توقفت‭. ‬وقال‭ ‬الكبير‭ ‬ان‭ ‬المرة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬رأى‭ ‬فيها‭ ‬علي‭ ‬الحبري،‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬الشرق،‭ ‬كانت‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعات‭ ‬لتنسيق‭ ‬مراجعة‭ ‬خارجية‭ ‬للعمليات‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬البنكين‭ ‬المركزيين‭.‬
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل