دول‭ ‬شرق‭ ‬وجنوب‭ ‬آسيا‭ ‬ترفض‭ ‬ان‭ ‬تصبح‭ ‬مِكّباً‭ ‬لنفايات‭ ‬البلاستيك‭ ‬

الإثنين 29 تموز , 2019 11:57 توقيت بيروت اقتصاد

الثبات ـ اقتصاد

‬أبحرت‭ ‬سفينة‭ ‬الشحن‭ ‬‮«‬إم‭ ‬في‭ ‬بافاريا‮»‬‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬موانئ‭ ‬الفلبين‭ ‬صباح‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أيار‭ ‬الماضي‭ ‬وعلى‭ ‬متنها‭ ‬69‭ ‬حاوية‭ ‬من‭ ‬القمامة‭ ‬الكندية‭ ‬التي‭ ‬أصابها‭ ‬العفن،‭ ‬لم‭ ‬تضع‭ ‬حدا‭ ‬لخلاف‭ ‬دبلوماسي‭ ‬معقد‭ ‬بين‭ ‬الدولتين،‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬حدوث‭ ‬تغيير‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬لعمليات‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬المُخلفات‭.‬

ووافقت‭ ‬كندا‭ ‬بعد‭ ‬ضغوط‭ ‬استمرت‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬النفايات،‭ ‬بعدما‭ ‬صدرتها‭ ‬إلى‭ ‬الفلبين‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬وهي‭ ‬تحمل‭ ‬تصنيفاً‭ ‬زائفا‭ ‬يصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مخلفات‭ ‬بلاستيكية‮»‬‭.‬

وهذه‭ ‬الشحنات‭ ‬كانت‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬استمرت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود،‭ ‬اعتادت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬دول‭ ‬غنية،‭ ‬بينها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬أن‭ ‬تبعث‭ ‬بمواد‭ ‬بلاستيكية‭ ‬مستخدمة‭ ‬إلى‭ ‬آسيا‭ ‬لتخضع‭ ‬لعمليات‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير، وعادة‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الشحنات‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬مخلفات‭ ‬ملوثة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إعادة‭ ‬تدويرها،‭ ‬ولكنها‭ ‬كانت‭ ‬تخضع‭ ‬للتفتيش‭ ‬الجمركي‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬الدول‭ ‬الآسيوية‭ ‬تملك‭ ‬سبلا‭ ‬قانونية‭ ‬لإعادتها‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أتت‭.‬

 ‬وجاء‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬أوصدت‭ ‬فيه‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬أبوابها‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬مخلفات‭ ‬الأغنياء ‬وفي‭ ‬خضم‭ ‬تحرك‭ ‬عالمي‭ ‬ضد‭ ‬نفايات‭ ‬البلاستيك‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬لإعادة‭ ‬التدوير،‭ ‬أعلنت‭ ‬فيتنام‭ ‬وتايلاند‭ ‬عدم‭ ‬استقبال‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المخلفات‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة، وقالت‭ ‬تايلاند‭ ‬أنها‭ ‬ستقبل‭ ‬فقط‭ ‬مخلفات‭ ‬البلاستيك‭ ‬بعد‭ ‬فرزها‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬تصنيف‭ ‬واحد،‭ ‬مما‭ ‬يسهل‭ ‬إعادة‭ ‬تدويرها.

وتبحث‭ ‬الفلبين‭ ‬وماليزيا‭ ‬إصدار‭ ‬حظر‭ ‬صريح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وقادت‭ ‬الدولتان‭ ‬سبيل‭ ‬المطالبة‭ ‬بأن‭ ‬تقبل‭ ‬الدول‭ ‬المُصَدِّرة‭ ‬للنفايات‭ ‬عودة‭ ‬المخلفات‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬البلدين‭ ‬عبر‭ ‬طريق‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬وعادة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وثائق‭ ‬مزيفة‭. ‬

ووضعت‭ ‬‮«‬اتفاقية‭ ‬بازل‭ ‬بشأن‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬النفايات‭ ‬الخطرة‭ ‬والتخلص‭ ‬منها‮»‬‭ ‬لعام‭ ‬1989‭ ‬ قيودا‭ ‬رئيسية‭ ‬على‭ ‬شحن‭ ‬المخلفات‭ ‬الخطرة‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة،‭ ‬ولكنها،‭ ‬رغم‭ ‬ذلك،‭ ‬تضمنت‭ ‬ثغرة‭ ‬بشأن‭ ‬المواد‭ ‬المخصصة‭ ‬لإعادة‭ ‬التدوير،‭ ‬وخاصة‭ ‬البلاستيك‭. ‬

فالولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬قليلة‭ ‬لم‭ ‬توقع‭ ‬على‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬تستطيع‭ ‬تصدير‭ ‬مخلفات‭ ‬خطرة،‭ ‬ولكن‭ ‬فقط‭ ‬عبر‭ ‬اتفاقيات‭ ‬ثنائية،‭ ‬إحداها‭ ‬مع‭ ‬الفلبين‭. ‬وفي‭ ‬اجتماع‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬جنيف‭ ‬السويسرية‭ ‬في‭ ‬مايو‭/‬أيار‭ ‬الماضي،‭ ‬اتفق‭ ‬ممثلو‭ ‬180‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬الاتفاقية‭ ‬لتغطي‭ ‬معظم‭ ‬مخلفات‭ ‬البلاستيك،‭ ‬وإخضاعها‭ ‬لنفس‭ ‬القيود‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬تخضع‭ ‬لها‭ ‬المواد‭ ‬السامة‭. ‬

يذكر‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬الصين‭ ‬تشتري‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬البلاستيك‭ – ‬وقد‭ ‬استوردت‭ ‬6‭.‬4‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬قبل‭ ‬تطبيق‭ ‬الحظر‭- ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬لتهتم‭ ‬يوما‭ ‬بأين‭ ‬ينتهي‭ ‬المطاف‭ ‬بزجاجات‭ ‬الصودا‭ ‬الفارغة،‭ ‬أو‭ ‬أكياس‭ ‬البلاستيك‭ ‬التي‭ ‬توضع‭ ‬فيها‭ ‬مواد‭ ‬البقالة،‭ ‬أو‭ ‬أوعية‭ ‬اللبن‭ ‬الرائب‭ (‬الزبادي‭)‬،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬المخلفات‭ ‬الأخرى‭. ‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬ارتفع‭ ‬فيه‭ ‬استهلاك‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬البلاستيك‭ ‬إلى‭ ‬400‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬سنويا‭ ‬ويتوقع‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يتضاعف‭ ‬خلال‭ ‬15‭ ‬عاما،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أحد‭ ‬ليباري‭ ‬منشآت‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬والتي‭ ‬اتسمت‭ ‬بكفاءة‭ ‬نسبية،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬القاعدة‭ ‬الصناعية‭ ‬الضخمة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬والتي‭ ‬حولت‭ ‬مخلفات‭ ‬البلاستيك‭ ‬إلى‭ ‬منتجات‭ ‬جديدة‭.

 


 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل