نظرات في الإعجاز القرآني ... {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ}

الجمعة 13 أيلول , 2019 12:44 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

خلق الإنسان بخلقة واحدة، هيئة واحدة لم يتغير فيها شيء قط، وحمل في بطن واحدة، وولد كباقي أفراد جنسه، جاء بفطرته الطيبة السمحة التي ولد عليها، ولكن سرعان ما كبر وعملت عليه هذه الدنيا بما فيها من عقول متحجرة، ونفوس مريضة، ليتبع ركبهم، وينزع لباس الحسن والأخلاق ويرتدي آخر بما به من صفات قبيحة نتنة، الفحش والغلظة ليست فطرية بل إنها مكتسبة، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:

{عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ} سورة القلم-الآية 13: العتل هو الرجل الفاحش الغليظ في كل شيء، في الكلام البذيء والأعمال السيئة والأخلاق الرديئة والمعاشرة الذميمة، وهو الذي يفعل الفعل ويكابر عليه، وهذه كلها من صفات الذين يتخلقون بأخلاق النفاق والمنافقين، أَما المؤمن فهو بعكس هذه تماماً, قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:  [المؤمن يألف و يؤلف و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف و خير الناس أنفعهم للناس]، المؤمن أليف ولطيف وخفيف، قال صلى اللَّه عليه وسلم في حديث آخر: [إن خياركم أحاسنكم أخلاقاً]، وقال الله سبحانه وتعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} سورة الفتح-الآية 29، (زنيم): هو المذموم بخلقه، ومذموم بجسده، مذموم بالظاهر ومذموم بالباطن؛ لذلك لا ينبغي على المسلم أن يكون أكولاً بسبعة أمعاء، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: [ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه]، المؤمن لطيف بكل شيء، بجسده وروحه، وهذا الذي كان يحارب النبي صلى الله عليه وسلم كالثور.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل