موقع بزنس إنسايدر: بعد عامين على ولاية العرش ليس لدى بن سلمان ما يقدمه

الأربعاء 16 تشرين الأول , 2019 01:21 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

بعد عامين من صعوده إلى وراثة العرش السعودي، يجد محمد بن سلمان نفسه أمام تحديات تتعلق بإنجازاته، ومع أنه قدم نفسه بمثابة الرجل القوي إلا أن حصيلة الرجل القوي فقيرة كما يقول أمبروز كيري مدير شركة الاستشارات الأمنية الاقتصادية “ألاكو” بلندن، في تقرير نشره موقع “بزنس إنسايدر”، مشيرا إلى أن وعود الأمير لم تتحقق فنسبة البطالة اليوم عالية ويقوم رجال الأعمال الأثرياء بنقل ثرواتهم إلى خارج المملكة، أما الغربيون فمترددون في وضع أموالهم فيها.

ويضيف الموقع، أن الأمير الذي وقف واثقا من نفسه على المسرح الدولي أصبح ظل نفسه، بل ويبدو أنه “أهين”، فسمعته الإقليمية كرجل قوي تراجعت، أما إصلاحاته الاقتصادية فلم تتحرك قيد أنملة ويعاني من ضغوط لتحمل مسؤولية مقتل جمال خاشقجي، وأهين بالهجوم الذي اتهمت به إيران على منشآت إنتاج النفط والتي أدت لتوقف مؤقت لنسبة 50% من القدرة الإنتاجية.

ويكافح محمد بن سلمان من أجل الحصول على احترام في المجتمع الدولي وينظر له كشخص ضعيف، ولأنه نفر الكثير من المستثمرين من خلال محاولاته المغلفة بغلاف تطهير الفساد وسجن الأثرياء المؤثرين في البلاد ودوره في جريمة مقتل خاشقجي، فإن عزلة وريث العرش كانت كاملة لولا الدعم المتواصل من معظم السعوديين، خاصة الشباب الذين دعموا إصلاحاته الاجتماعية، وهذه وللمفارقة من شخص ديكتاتوري يطمح لتحويل البلاد إلى دولة ليبرالية وذات رؤية متقدمة.

ويضيف الموقع، من أجل تمويل الإصلاح تبنى سياسة مثيرة للشك لمكافحة الفساد حيث سجن عددا من رجال الأعمال والأمراء في فندق ريتز كارلتون، وأسوأ من هذا أخافت عملية قتل الصحافي خاشقجي المستثمرين التي امتحنت أعصابهم، ومضى محمد بن سلمان بسياسة أخرى محفوفة بالمخاطر وهي سياسة “سعودة” الوظائف واستبدال العمالة الوافدة بعمالة سعودية، وهي السياسة الموجودة قبل وصوله إلى السلطة، وهو ما خلق مشكلة للقطاعين العام والخاص، ذلك أن رحيل العمالة الأجنبية التي أجبرت على مغادرة المملكة خلق فراغا لم يكن من السهل ملؤه، وهناك تقارير تحدثت عن ارتياح التجار من ميزات السياسة فيما قامت السلطات بإغلاق المحال التي لم تطبق السياسةن ولم تكن العمالة الوافدة هي التي تركت البلاد بل والمال السعودي حيث بدأ الأثرياء الخائفون من حملة جديدة في ريتز كارلتون بنقل أموالهم سرا إلى الخارج.

وكشفت صحيفة “فايننشال تايمز” عن ضغوط على الأثرياء السعوديين لشراء حصص في الاكتتاب العام المقبل لشركة أرامكو،  إلا أن محمد بن سلمان لديه مظاهر قلق أهم في أعقاب الهجوم الإيراني على السعودية، فالرئيس دونالد ترامب لا يبدو في مزاج لجر الولايات المتحدة إلى نزاع مع طهران.

وحتى الإمارات العربية المتحدة، حليفة محمد بن سلمان، بدأت تتنازل لطهران، وقررت سحب قواتها من اليمن والتعاون مع الإيرانيين في الأمن البحري، وفي الوقت الذي حذر فيه من مخاطر عرقلة نفط الخليج على الاقتصاد العالمي، إلا أن المجتمع الدولي الذي استمع إليه ليس لديه ما يقوله أو يشارك به في مجال حراسة الناقلات أو زيادة دفاعات المملكة.

وينظر لمحمد بن سلمان كرجل حداثي في المملكة، وهناك الكثيرون ممن يدعمون خططه لتخفيف القيود الاجتماعية المحافظة، وهذا الدعم وإن كان مهما له وهو يحاول إصلاح الاقتصاد إلا أنه محدود، فانخفاض أسعار النفط وتراجع الاستثمار الأجنبي المباشر ستترك أثرها بالتأكيد على محمد بن سلمان.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل