خطط كبرى لتطوير شمال مدريد

الثلاثاء 22 تشرين الأول , 2019 01:13 توقيت بيروت اقتصاد

الثبات ـ اقتصاد

تتلألأ  أربع من ناطحات السحاب المشيدة بتصميمات عصرية تحت أشعة الشمس ممتدة بارتفاع قرابة 250 مترا في اتجاه السماء الزرقاء، غير أن ضاحية «كواترو توريس» التجارية في مدريد، والتي استكمل العمل في تشييدها عام 2008، هي الحد الذي ينتهي عنده التألق العمراني الحديث في أقصى الشمال من العاصمة الإسبانية.

وفيما وراء هذه الضاحية التجارية لا يوجد سوى عدد محدود من الكتل السكنية التي يبعث منظرها الكآبة في النفوس، ومحطة تشامارتين للسكك الحديدية المقفرة.

غير أن هذا كله في طريقه إلى التغيير، حيث تم اختيار هذه المنطقة لتنفيذ مشروع يوصف بأنه أحد أكبر مشروعات التشييد في أوروبا.

وفي إطار مشروع «نوفو نورتي» «أي الشمال الجديد)، سيتم تجميل وجه المنطقة الشمالية من العاصمة برمتها وقد تم التخطيط لإقامة هذا المشروع منذ ربع قرن وتأجل تنفيذه عدة مرات غير أنه بحلول صيف عام 2019 اتفقت جميع الأحزاب المشاركة في الحكومة المحلية لمدريد أخيرا على البدء في تنفيذه.

ووصفت محطة «كوبي» الإذاعية الخلافات حول المشروع الضخم وتكاليفه الهائلة بقولها «مضت 26 عاما، وتوالى على المدينة ستة من رؤساء البلدية، مضيفة أنه تم مؤخرا الاتفاق على تخصيص 7.3 مليار يورو (8 مليارات دولار) لتنفيذه.

وتمت إقامة معرض تفاعلي يمكن للسكان المحليين أن يتعرفوا من خلاله على مزيد من المعلومات عن المشروع، إلى جانب تدشين موقع إلِكتروني يشرح المفهوم الشامل له.

وتبلغ المساحة التي سيتم تطويرها أكثر من 5.6 كيلومتر طولا وكيلومتر واحد عرضا وستمتد من منطقة كاليه ماتيو إنيوريا بالقرب من بلازا دي كاستيلا إلى الطريق الدائري حول مدريد المعروف باسم إم40.

وفي إطار تنفيذ المشروع الإنشائي العملاق تم تخصيص حوالي 2.4 مليون متر مربع من الأراضي لتشييد عقارات جديدة في المنطقة، تتضمن 10500 وحدة سكنية ومئات من المكاتب، و400 ألف متر مربع كمساحات للحدائق العامة، إلى جانب ثلاثة ناطحات سحاب جديدة بالقرب من كواترو توريس، وسيكون ارتفاع إحداها 300 متر، مما يجعلها أعلى مباني في إسبانيا.

وحتى الآن يلاحظ الزائر أن قطاعات متعددة من شمالي العاصمة ينقطع الاتصال بينها بسبب مسارات خطوط القطارات المتجهة إلى محطة تشامارتين. وتكمل الصورة الموحشة حقول مهجورة ومناطق صناعية مهملة.

وتقع محطة تشامارتين في قلب هذه الخطط، فمبنى المحطة الذي تم تشييده في السبعينات من القرن الماضي بشكله الخارجي المبني من القرميد الأحمر فقد جماله بمرور الوقت، خاصة في حالة مقارنته بمبنى محطة السكك الحديدية الرئيسية «أتوتشا» الكائنة بالقرب من متحف برادو.

وستتم بموجب خطة التطوير إعادة تجميل مبنى المحطة بالكامل وتحويلها لتصبح واحدة من أهم محطات القطارات الرئيسية في إسبانيا، واستكمالها بأرصفة تحت الأرض وبالعديد من وصلات الخطوط السريعة المتجهة إلى الشمال.

ومن المقرر البدء في تنقيذ المشروع في نهاية عام 2020. وسيفر نحو 240 ألف وظيفة وفقا لآخر التقديرات، وستكون بعض هذه الوظائف في قطاع التشييد وبعد ذلك في مجال الأنشطة التجارية في الضاحية الجديدة.

وسيتم استكمال المشروع على عدة مراحل، وسيتم الانتهاء منه خلال 25 عاما وفقا لما يقوله المسؤولون عن تنفيذه.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل