تغيير في إجراءات منح الإقامة بتركيا يربك حسابات ملايين العرب المقيمين فيها

الجمعة 22 تشرين الثاني , 2019 12:57 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

صدمة جديدة تلقاها ملايين العرب الذين يعيشون على الأراضي التركية، مع الإعلان عن تغيير جديد في إجراءات منح الإقامة للأجانب في البلاد، وذلك بعد أشهر قليلة من التغييرات التي تم إدخالها على قوانين اللجوء والعمل التي تسببت في حالة واسعة من الإرباك رغم أنها لم تطبق بحزم حتى اليوم.

والتغييرات في قوانين الهجرة والإقامة والعمل في تركيا باتت تمس بشكل مباشر أكثر من 5 إلى 6 مليون عربي يقيمون في تركيا بشكل دائم، منهم قرابة 3.6 مليون لاجئ سوري، ومئات آلاف العراقيين والمصريين واليمنيين والفلسطينيين وغيرهم من الجنسيات العربية الأخرى.

وجرى تداول نص تعميم أصدرته دائرة الهجرة التركية يتعلق بإجراء تغييرات عملية على آليات منح ما تعرف بـ”الإقامة السياحية” للأجانب، والتي يعتمد عليها أغلب المقيمين العرب في تركيا لشرعنة إقامتهم الدائمة في تركيا.

وطوال السنوات الماضية، قدمت الداخلية التركية عبر دائرة الهجرة المختصة بمنح الإقامات للأجانب تسهيلات كبيرة في آليات منح الإقامة السياحية وعبر تقديم بعض الأوراق الثبوتية من قبيل عقد استئجار منزل وتأمين صحي زهيد الثمن، حصل الأجنبي على “إقامة سياحية” تجدد كل عام أو عامين بدون تحديد حد أقصى لعدد سنوات منح هذا النوع من الإقامة التي يجددها الكثير من العرب منذ سنوات طويلة.

ولكن بموجب التعديل الجديد على آليات منح الإقامة السياحية، فإنه سيتم تشديد الإجراءات وتحديد منحها بسقف زمني لا يتجاوز العام الواحد -إلا بسبب مقنع (لم يتم توضيحه)- ووقف تجديدها لمن قضوا هذه الفترة بداية من العام المقبل، ما يعني رفض تمديد إقامات أعداد هائلة من المقيمين العرب في تركيا في حال تطبيق هذه الإجراءات بحزم كبير.

لكن المعلومات المتوفرة حتى الآن لا توضح كيف سيتم تطبيق الإجراءات الجديدة وما إن كان هناك استثناءات لجنسيات عربية معينة كاللاجئين السوريين أو العرب الذين لا يتمكنون من العودة إلى بلادهم لأسباب سياسية وأمنية وإلى أي مدى سوف يتم تطبيق هذه الإجراءات بحزم، وفي فترة زمنية سريعة.

وخلّف انتشار هذه الأخبار حالة واسعة من الخوف والريبة لدى أعداد كبيرة من العرب الذي يعملون ويقيمون في تركيا منذ سنوات طويلة على بند “الإقامة السياحية” في ظل صعوبة حصولهم على “إقامات عمل”، أو “إقامة طابو” التي تمنح لمن يشتري أي عقار في تركيا، أو الجنسية التركية التي يمكن الحصول عليها من خلال شراء عقار بقيمة 250 ألف دولار أمريكي.

ويعتقد أن هذا القرار يأتي بدوافع اقتصادية، لا سيما في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها تركيا في الأشهر الأخيرة وتأكيد التقارير الرسمية وصول نسبة البطالة في البلاد إلى مستويات غير مسبوقة الأمر الذي ولّد نقمة شعبية واسعة على سياسات الحكومة الاقتصادية مع ربطها بالتسهيلات الممنوحة للاجئين والمقيمين العرب في تركيا، وسط اعتقاد شعبي واسع بأن تواجد ملايين الأجانب في البلاد قلص فرص العمل للمواطنين وساهم في تعميق الأزمة الاقتصادية.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل