ميركل تدعو الأوروبيين إلى سياسة أكثر صرامة مع الصين بخصوص الإيغور

الأربعاء 27 تشرين الثاني , 2019 05:53 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

في تطور لافت للنظر بخصوص العلاقة بين بكين وبرلين، دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعضاء الاتحاد الأوروبي إلى تنسيق سياساتهم تجاه الصين، محذرة من “التداعيات الكارثية” للتصرفات الأحادية في ظرف تشوبه التوترات.

وقالت المستشارة في كلمة أمام البرلمان الألماني (البوندستاغ) في برلين إنّ واحداً من أكبر المخاطر التي أراها يكمن في أنّ لكل أحد في أوروبا سياسته الخاصة بشأن الصين، ونحن نبعث في نهاية المطاف إشارات متباينة تماماً وحذّرت من أنّ ذلك لن يكون كارثياً على الصين، ولكنّه كارثي بالنسبة إلينا في أوروبا.

ومن أبرز القضايا الخلافية موضوع حقوق الإنسان وخاصة بما يتعلق بالأنباء الواردة عن إقامة الصين لمعسكرات لمسلمي الإيغور وتكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات. وتحدثت ميركل عن أهمية الإشارة إلى انتهاكات حقوق الإنسان، لافتة إلى التوترات في هونغ كونغ خلال الأشهر الأخيرة والمعاملة القاسية جداً لأكثر من مليون مسلم في معسكرات في الصين.

وقالت إنّ الصين نظام مختلف تماماً وأنا لا أعرف إذا ما كان الرد على التنافس بين أنظمة -وقد خبرنا ذلك خلال الحرب الباردة- يمكن أن يكون: العزل”. وأعلنت ميركل “لا نشك في أننا بحاجة إلى معايير أمنية شديدة في سياق (إنشاء) شبكة الجيل الخامس.

وقالت“لكن يتعيّن علينا أيضاً مناقشة ذلك مع الدول الأوروبية الأخرى” بغية النجاح في صياغة “حلول أوروبية”. كما اقترحت إنشاء وكالة أوروبية لمنح رخص الجيل الخامس على شاكلة الوكالة التي تجيز عرض أدوية جديدة في السوق.

كانت الحكومة الألمانية قد أبدت “أكبر قدر من القلق” حيال وقائع جديدة كشفت عن اضطهاد مسلمي الإيغور في الصين

وقالت إنها تجري “محادثات جادة” مع القيادة الصينية منذ فترة طويلة حول هذا الموضوع وتطالب بتحسين وضع حقوق الإنسان وإتاحة الفرصة أمام الخبراء الدوليين للوصول إلى المنطقة التي يقطنها الإيغور.

 كما ناشد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الحكومة الصينية في بكين العمل على توضيح الأمر على وجه السرعة. وقال ماس خلال منتدى برلين للسياسة الخارجية بمؤسسة كوربر في العاصمة برلين: “يتعين على الصين الوفاء بالتزاماتها الدولية فيما يتعلق بحقوق الإنسان”.

وأضاف أن الأمر يتعلق حاليا بصفة خاصة بتحقيق وصول مستقل للمنطقة التي يسكنها الإيغور، لافتا إلى أن ذلك يعد مهما أيضا بالنسبة لمفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة. وأكد ماس قائلا: “إذا كان هناك آلاف من الإيغور محتجزين بالفعل في مخيمات، فلا يمكن أن يغض المجتمع الدولي الطرف عن ذلك”.

من جهتها علقت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية على المعسكرات الصينية لأبناء أقلية الإيغور، مؤكدة أن هذه المعسكرات “تمثل مخاطر كثيرة على مجتمع القيم الغربي”.

ورأت الصحيفة أن الحرية والديمقراطية تتعارضان مع ما تزعمه بكين من حقها في حكم الإقليم، “ولا يمكن أن يكون هناك على المدى البعيد تعايش سلمي بين النظامين”. وقالت الصحيفة إن الصين أدركت ذلك منذ وقت طويل، وأضافت: “لا بد أن يوضح الوضع في إقليم شينغيانغ “سنجان” أنه لن تكون هناك عودة لجدول الأعمال الطبيعي، فيما يتعلق بالتعامل مع الصين”.

يشار إلى أن هناك تقارير شبه متواترة عن إساءة الصين معاملة مسلمي الإيغور في إقليم شينغيانغ “سنجان” واحتجاز مئات الآلاف منهم في معسكرات خاصة وإخضاعهم لما يسمى بـ”عملية غسيل الدماغ” التي تهدف لإثنائهم عن ثقافتهم.

ولا تزال ألمانيا، المتهمة بقدر من التساهل مع الصين التي تمثّل أبرز شريك تجاري لها، صامدة أمام الضغوط الأمريكية لاستبعاد العملاق الصيني من مشروع إنشاء شبكة الجيل الخامس، علماً أنّها تشترط امتثاله لمعايير صارمة. وسبق لواشنطن أن حظرت على هواوي التقدّم بطلبات عروض. ومن جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي في تشرين الأول/أكتوبر عن القلق إزاء “التهديدات التي تشكلها دول أو أطراف تدعمها” على صعيد شبكات الجيل الخامس، من دون أن يسمي هواوي.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل