رسالة تجمع العلماء المسلمين للبنانيين عامة والمسلمين خاصة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك

الخميس 23 نيسان , 2020 01:06 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (صدق الله العظيم)

أطل علينا شهر رمضان المبارك هذا العام والعالم يعاني من جائحة عظيمة طالت كل المجتمعات، ولم تميز بين دول مستضعفة وأخرى مستكبرة، وبات الإنسان من خلال خوفه على مصيره يلجأ إلى الله عز وجل كي يُخرجه من هذه الأزمة هو وعائلته بخير وعافية.

لقد فرض الله عز وجل على الأمة صيام شهر رمضان ليشعر الغني بألم جوع الفقير فيبادر إلى مساعدته، وكان الأغنياء في السنوات الماضية لا يلتفتون إلى هذا الأمر ما خلا المتدينين منهم، أما اليوم فإن الجميع بات يخاف الجوع فيما لو استفحل انتشار الوباء فبادروا للمساعدة، ولكن هل كان يجب أن ننتظر الوباء كي نعود إلى الله ونتطلع إلى المستضعفين ونمد يد العون إليهم؟!!

إننا في شهر مبارك دعانا الله عز وجل لضيافته وجعلنا من أهل كرامته فلنسأل الله عز وجل بقلوب صادقة ونيات مخلصة أن يساعدنا على الخروج من المحنة إلى الفرج، فهذا الشهر هو شهر الله، ويد الشيطان مغلولة وأبواب السماء مفتحة، فلا ندع الفرصة تفوتنا ولنبادر للإكثار من الصلاة والدعاء وقراءة القرآن وإطعام الفقراء والمساكين والتحنن على الأيتام كي يُعم الخير في البلاد وتزداد النِعم، ونحن كمؤمنين مطلوب منا أن نحمد الله في البأساء والضراء كما في النعمة والرخاء وأن نشكر الله على ما منّ علينا من نِعم لأنه بالشكر وحده تدوم النِعم وتزداد، والله سبحانه وتعالى يقول:}لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ{ .

ونحن في تجمع العلماء المسلمين إذ نغتنم هذه الفرصة الطيبة لتهنئة اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة بقدوم شهر رمضان المبارك، فإننا نعلن ما يلي:
أولاً: ندعو الشعب اللبناني إلى التضامن ونبذ الخلاف والتوجه نحو خطوات إصلاحية تقضي على الفساد العدو الأول للبنان، ونؤكد على دعم المقاومة كخيار وحيد لاسترجاع أراضينا المحتلة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا والقسم الشمالي من قرية الغجر ولكي لا يفكر العدو الصهيوني بالاعتداء على ثروتنا النفطية. نؤكدُ على أنْ لا حمايةَ لوطنِنا العزيزِ من المؤامراتِ الصهيونيةِ سوى بالوحدةِ الوطنيةِ واعتمادِ الخيارِ الناجحِ الذي أمّنَ لنا التحريرَ شِبْهَ الكاملِ لأراضينا المحتلةِ وهو الثُّلاثيةُ الماسيّةُ الجيشُ والشعبُ والمقاومةُ، ومناعتِنا لن تتحقق سوى بجبهةٍ داخليةٍ متينةٍ بعيدةٍ عن المناكفاتِ السياسيةِ والحزبيةِ الضيقةِ، ونؤكد على أهمية التزام الشعب اللبناني بالإجراءات التي تعلنها الدولة لمواجهة جائحة الكورونا. وننوه بالمبادرات التي يقوم بها الأفراد وجمعيات المجتمع المدني لمساعدة الفقراء والمحتاجين على أن لا تمس بكرامتهم وتحفظ ماء وجوههم.

ثانياً: يدعو تجمع العلماء المسلمين في هذا الشهر المبارك لإعادة فلسطين إلى مركز الصراع وجعلها أولوية لدى الشعوب والمنظمات، ونعتبرُ أنّ الخطرَ المُحْدِقَ بالقضيةِ الفلسطينيةِ اليومَ هو صفقةِ القرنِ التي تسعى من خلالِها الولاياتُ المتّحدةُ الأمريكيةُ لتصفيةِ القضيةِ الفلسطينيةِ، ومن الواجبِ على الأمّةِ العملُ على إفشالِ هذهِ الصفقةِ وذلك من خلالِ دعمِ محورِ المقاومةِ في حربِهِ على الإرهابِ وسعيِهِ لتحريرِ فِلَسطينَ، وهنا فإننا نوجه تحية لأبطال المقاومة في فلسطين وندعوهم لتصعيد مقاومتهم حتى يصلوا إلى هدفهم الأسمى وهو تحرير فلسطين، والحرص على إبقاء الأسرى الصهاينة حتى إطلاق جميع الأسرى من سجون الاحتلال الصهيوني، وندعوهم لعدم الإلتهاء بالخلافات الجانبية وترك السعي وراء السلطة الجوفاء التي لا قيمة لها.

ثالثاً: ندعو الدولة السورية ومحور المقاومة لحسم أمرهم والتوجه نحو تحرير آخر الأراضي التي ما زالت تحت هيمنة الجماعات التكفيرية المرتبطة بأجهزة دولية وإقليمية خاصة في إدلب وريفها وعدم انتظار الحلول السياسية لأنه ثبت فشلها وتبين أن النظام التركي غير جاد بالالتزام بها بل يستمر في التمييع والمماطلة، ولم يعد الشعب في تلك المناطق يتحمل أذى وإجرام الجماعات التكفيرية بحقه. 

رابعاً: نتوجهُ باسمِ التجمعِ إلى الجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانيةِ وسماحةِ قائدنا وعزِّنا وفخرِنا وإمامِنا ومرجِعِنا وسيِّدِنا آيةِ الله العظمى الإمامِ السيد علي الخامنائي (مد ظله) بأسمى آياتِ الولاءِ ونعلنُ أننا مع سماحتِهِ ولو خاضَ البحرَ لخضناهُ معهُ، ونحن سِلْمٌ لمن سالَمَهُ وحربٌ لمن حارَبَهُ لأنه اليومَ رمزُ الإسلامِ المحمديِّ الأصيلِ. ونعلنُ أن العقوباتِ الظالمةَ التي فرضَها دونالد ترامب على إيرانَ لن تؤدّي إلى دفعِها نحو طاولةِ المفاوضاتِ بلْ ستَزيدَها تمسكاً بحقوقِها وحمايةِ شعبها، ولن تتراجعَ إيرانُ عن دعمِها للقضيةِ الفلسطينيةِ ولمحورِ المقاومةِ، فهذا جزءٌ من مُعتَقَدِها وليستْ سياسةً مبنيةً على المصالِحِ. ونشكرُ الجمهوريةَ الإسلاميةَ الإيرانيةَ على كلِّ ما قدَّمَتْهُ لأمتِنا العربيةِ وخاصةً في دعمِها للمقاومةِ وللقضيةِ الفلسطينيةِ مع ما كلَّفَها هذا الأمرُ من تضحياتٍ تحمّلَها الشعبُ الإيرانيُّ البطلُ بكلِ محبةٍ وفخرٍ، فشكراً إيران. وننوه بالإنجاز الأخير لقوات الحرس الثوري الإسلامي بإطلاق القمر الصناعي نور الى الفضاء الخارجي والنجاح في وضعه في مداره.

خامساً: ندعو لتضافر الجهود لإنهاء الحرب الظالمة على اليمن وتقديم المساعدات للشعب اليمني كي يستطيع مواجهة الأوبئة والأمراض المنتشرة، وأن يكون له وحده حرية اختيار النظام الذي سيعيش في كنفه من دون تدخل لأي دولة مهما كان بُعدها أو قربها عن هذا البلد الحبيب

أخيراً ندعو الله عز وجل أن يأتي شهر رمضان المبارك العام القادم والأمة الإسلامية بألف خير، والعالم قد برى من أزمة كورونا وفلسطين محررة والشعوب العربية تعيش بعزة وكرامة، وينال الفقراء والمستضعفين في لبنان حقوقهم بالعيش الكريم بعد القضاء على الفساد، إنه سميع مجيب.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل