لبنان.. بيان لتجمع العلماء المسلمين بمناسبة ذكرى السابع عشر من أيار

الإثنين 18 أيار , 2020 04:45 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

بمناسبة ذكرى السابع عشر من أيار أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
ما أشبه اليوم بالأمس في السابع عشر من أيار، كانت الدولة اللبنانية بصدد توقيع اتفاقية ذل وعار مع الكيان الصهيوني وكان حكام العرب المتهالكين اليوم للصلح مع هذا الكيان ينتظرون اللحظة التي ينفذ فيها القرار ليعلنوا عن حقيقة موقفهم من الكيان الصهيوني ويجاهروا بعلاقاتهم السرية معه ويعلنون دفن القضية الفلسطينية بعد أن خرجت منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان دولة المواجهة الأساسية لها مع الكيان الصهيوني، وخرجت القوات السورية من بيروت والجبل، وتدخلت القوات متعددة الجنسيات والواقع كله يشير إلى أن النهاية قد حصلت والكيان الصهيوني بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمه بإسرائيل الكبرى، وقتها حصل اجتماع تاريخي لتجمع العلماء المسلمين وتم التداول فيما يمكن أن نقوم به كعلماء مكلفون شرعاً بإعلان الموقف الحق مهما غلت التضحيات وكنا نعلم وقتها أن الدولة برئاسة أمين الجميل وبإملاء دولي أميركي أوروبي قد اتخذت قراراً حاسماً لا رجعة فيه، ودخلت في محور معادٍ لقضايا العرب والأمة، فقررنا رغم الخطر أن نعتصم في مسجد الإمام الرضا عليه السلام في بئر العبد ونعلن موقفاً شرعياً ووطنياً وقومياً واضحاً لا لبس فيه أن هذا الاتفاق لا قيمة له ولا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به وسنعمل على إسقاطه، وكانت المواجهة، وأطلقت قوات أمين الجميل النار على المتظاهرين وسقط الشهيد محمد نجدي وجُرح آخرون.
وكان هذا الاعتصام بمثابة الشرارة التي بعثت روح الجهاد في الأمة التي كنا قد وجهناها نحن والمخلصين في الأمة تحت الراية التي رفعها الإمام روح الله الموسوي الخميني (قده) بأن لا حل مع العدو الصهيوني سوى المقاومة المنطلقة من حضن الإسلام الواحد المحمدي الأصيل، وتتالت التحركات وسقط اتفاق السابع عشر من أيار.
واليوم تتكالب الدول المرتبطة بالمحور الأمريكي لإسقاط محور المقاومة المنتصر في 25 أيار 2000 وفي تموز 2006 وفي حروب غزة الأربعة من خلال فرض سرقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية، ولكن كما سقط السابع عشر من أيار سيسقط مشروع المحور الأميركي الصهيوني الرجعي العربي وسينتصر محور المقاومة، والكيان الصهيوني الذي يسعى محور الشر لحمايته سيكون مصيره المحتوم كما هو الوعد الإلهي الزوال وعودة فلسطين إلى أهلها.
في ذكرى اتفاق الذل في السابع عشر من أيار يعلن تجمع العلماء المسلمين ما يلي:
أولاً: إتبع محور الشر الصهيوأميركي مع المقاومة في لبنان أسلوباً جديداً بعد فشل فرض الاتفاق بعد الاجتياح الصهيوني في العام 2000 وبعد فشله في إسقاط المقاومة في العام 2006 وبعد فشله في الحرب التكفيرية أسلوب الإفقار المتعمد للشعب اللبناني من خلال فقد الدولار من الأسواق ورفع سعره غير المبرر والفوضى من خلال استغلال غضب الشعب من الوضع الاقتصادي في حراك لا أفق له، ما يفرض علينا نوعاً جديداً من المواجهة تعتمد على الصبر ورفض الانصياع والاعتماد على الذات.
ثانياً: نحذر من محاولات فرض شروط تمس السيادة اللبنانية من خلال صندوق النقد الدولي، ونحن إذ أعلنا سابقاً عن الرفض المطلق للتعامل مع هذا الصندوق إلا أنه مع اتخاذ الحكومة لقرار التفاوض معهم للحصول على قروض فإننا نصر على أن لا نقبل بأي شرط يمس السيادة الوطنية أو يتعرض للمقاومة وسلاحها أو يفرض علينا ترسيماً للحدود البرية والبحرية خلافاً لإرادتنا وحقنا.
ثالثاً: ندعو الحكومة اللبنانية للاستعجال في إجراءات حماية أموال المودعين واسترداد الأموال المنهوبة واسترجاع الأموال المهربة وإقرار المجلس الأعلى لمحاكمة الفاسدين الذين نهبوا المال العام ورفع الحصانات عنهم وبدء تحقيق شفاف ومعمق مع مصرف لبنان ابتداءاً من الحاكم وصولاً إلى أصغر موظف وإقرار خطة تسمح للبنانيين بالاستفادة من أموالهم المودعة بالبنوك إضافة لإجراءات اقتصادية تخفف من الأعباء المعيشية على المواطن ولجم الارتفاع الجنوني وغير المبرر للدولار الأميركي.
رابعاً: ما زالت المؤامرة على القضية الفلسطينية مستمرة وآخر ابتكاراتها الشيطانية كانت صفقة القرن التي أعلنها رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب والتي لن يكتب لها النجاح بفضل سواعد المقاومين وصمودهم وبفضل الرفض المطلق والشامل للشعب الفلسطيني لهذه المؤامرة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل