تجمع العلماء المسلمين يستنكر أصوات الفتنة التي أطلقت في الآونة الأخيرة

الثلاثاء 16 حزيران , 2020 04:58 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

استنكاراً لأصوات الفتنة التي أطلقت في الآونة الأخيرة، عقد تجمع العلماء المسلمين اجتماعاً للتداول في الأوضاع.

الاجتماع بدأ بكلمة لرئيس مجلس الأمناء القاضي الشيخ أحمد الزين قال فيها: هذه الظروف الصعبة التي يعيشها العالم من مسلمين وغير مسلمين، الكل نسوا الله فأنساهم أنفسهم، الكل انشغلوا بالدولار والدينار إلى أن أتاهم هذا المرض الخبيث ليصرفكم عن الدولار وعن الدينار ويلتفتوا إلى أنفسهم وما يتيهون عنه وما ينحرفون إليه حتى يرجعوا بصدق إلى الله تبارك وتعالى وبرجوعهم إلى الله تبارك وتعالى.

وأضاف، يرجعون إلى محمد الرجوع إلى الله بالالتفات إلى سيدنا رسول الله بإتباعه رافعين كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ملتزمين بكتاب الله وبسنة رسول الله،

وأؤكد الشيخ الزين، إننا سنبقى ملتزمين في تجمع العلماء المسلمين بالدعوة للإسلام بتطبيق شرع الله، لدولة الإسلام للسيد حسن نصر الله، للقيادة المتمثلة بالسيد الخامنائي لا خير ولا مستقبل إلا إذا التفتنا لأمور بديهية نسيها المسلمون الآن بأمور بسيطة، أولاً الإلتزام بالإسلام، إلتزمنا بالقومية، وإلتزمنا بالإشتراكية، وإلتزمنا بالرأسمالية وإلتزمنا برئيس أميركا ما النتيجة؟ أؤكد إلتزامنا بالإسلام، فلإسلام حقاً علينا أن نلتزم وأن نهتم وأن نتبع بصدق القيادة، لا بد من القيادة، لا بد من الشورى، لا بد من الوحدة ولا بد من الوصول إلى القدس الشريف قريباً إن شاء الله.

 وانتهى اللقاء ببيان صدر عنه تضمن نتيجة المداولات، تلاه رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله جاء على الشكل الآتي:
إنَّ كلَّ الذي يحصلُ اليومَ في لبنانَ بلْ في المنطقةِ من حروبٍ وحصارٍ اقتصاديٍّ له هَدَفٌ واحدٌ وهو الحفاظُ على الكيانِ الصهيونيِّ ومنعُ زوالِهِ، الكيانِ الذي باتَ يشعُرُ بعد الانتصاراتِ المتتاليةِ لمحورِ المقاومةِ عليهِ، أنه في طورِ الزَّوالِ، ولا بدَّ له لمنعِ ذلك أو تأخيرهِ من أن يَنْقُلَ المعركةَ إلى داخل بيئةِ المقاومة.

لقد حاولَ الكيانُ الصهيونيُّ مدعوماً من الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ بعدَ فَشَلِ حرب تمّوز في العامِ 2006 اختراعَ عدوٍّ جديدٍ للعَرَبِ باعتبارِ الجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانيةِ هي العدوّ. وأنَّه لا بدَّ من التطبيع مع الكيانِ الصهيونيِّ، وإقامةِ حلفٍ يكفلُ حمايةَ عروشِهم المهددةِ بالزوال، وبعد الفشلِ حاولوا اختراعَ إسلامٍ جديدٍ غيرِ الإسلامِ الذي انتصرَ عليهم فكانت داعشُ والنصرةُ التي امتدتْ لتحتلَّ مناطقَ كبيرةً في دولٍ عربية عدّة، وباتتْ تشكِّلُ تهديداً حقيقياً أولاً للدينِ ومفاهيمِهِ، وثانياً للمقاومةِ من خلالِ محاولةِ القضاءِ عليها وضربِ واسطةِ العُقْدِ فيها سوريا. وبعد فَشَلِ هذا المشروعِ أيضاً ابتدأتْ الخطةُ الجديدة ُمن خلالِ الحصارِ الاقتصاديِّ فكان الحصارُ الماليُّ والنقديُّ على لبنان، وكان قانونُ قيصر باتجاهِ سوريا بالإضافةِ للحصارِ الاقتصاديِّ على الجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانيةِ. 

في لبنان كان من المفترضِ أن يتحوّلَ اعتراضُ الجماهيرِ على الفسادِ والهدرِ والرشوةِ والسَّرِقةِ - وهي موجودةٌ - إلى مشكلةٍ لإبعادِ المقاومةِ عن الحكومةِ مقدمةً لحصارِها وإلهائها بمشاكلَ داخلية. ولما نجحتِ المقاومةُ من خلالِ الوعي والصبرِ الاستراتيجيِّ الخروجَ من هذهِ العقدةِ عَبْرَ الموافقةِ على تشكيلِ حكومةٍ غير حزبيةٍ تحولوا إلى خطةٍ جديدةٍ وهي الإيحاءُ بأن سببَ الوضعِ الاقتصاديِّ المتدهورِ ليس الحصارُ الأمريكيُّ ولا الفسادُ المستشري بل سلاحُ المقاومة.

 وكان الموعدُ في 6/6 لخروجِ مظاهراتٍ ضخمةٍ تُطالِبُ بتطبيق الـ 1559 وسحبِ سلاحِ المقاومةِ. وبعدَ فشلِهم في الحشدِ الجماهيريِّ وعدمِ تجاوبِ الناسِ معهم، وفي نفسِ اليوم أُطْلِقتْ شعاراتٌ مسيئةٌ لأم المؤمنينَ السيدةِ عائشة (رض) وحاولوا افتعالَ مشكلةٍ بين عينِ الرمانة والشياح لإحياءِ بداياتِ الحربِ الأهليةِ ولكنْ وبفضلِ وعي اللبنانيينَ والقياداتِ المخلصةِ تم إفشالُ هذا المخطط. إننا في تجمع العلماء المسلمين سنة وشيعة نعلن ما يلي:

أولاً: سيبقى شعارُنا أن لا عدوَّ لنا في أمتنا وفي وطننا لبنان سوى العدوِّ الصهيونيِّ، وإننا في هذا الوطنِ يجمعُنا عَقْدٌ اجتماعيٌّ مبنيٌّ على الاحترامِ والمصيرِ المشترك.
ثانياً: نعلنُ حرمةَ المسّ بالمقدساتِ الإسلاميةِ والمسيحيةِ ونعتبرُ أن من يفعل ذلك فإنه ينفِّذُ إرادةَ المحورِ الصهيو/أميركيِّ وهو آثمٌ ومصيرُهُ جهنّمَ ونؤكِّدُ على أن حرمةَ أمهاتِ المؤمنين رضوانُ الله تعالى عليهِنّ من حرمةِ رسولِ الله (ص) وأن التطاولَ عليهنَّ تطاولٌ عليه، وأن المسيحَ عيسى ابنَ مريم عليه السلام هو بالنسبةِ إلينا نبيٌّ من أنبياءِ أُولي العزمِ، وأمَّهُ العذراءَ مريم عليها السلام هي سيدةُ نساءِ العالمين وأن الإساءةَ إليهما محرّمٌ شرعاً ومصيرُ من يفعلُ ذلك جهنّم وساءتْ مصيراً .
ثالثاً: على الجميعِ أن يعرفَ أن مشروعَ أعدائنا واضحٌ لدينا وإننا سنستمرُّ بدعمِ المقاومةِ والحفَاظِ على سلاحِها الذي مكننا الله منهُ ومدّهُ إلينا وهو مع أرواحِنا وكرامتِنا وعزّتنا صنوانٌ ولن نسمحَ بالمسِّ به وسيستمرّ حتى زوالِ الكيانِ الصهيونيِّ من الوجود.
رابعاً: من خلالِ كلِّ هذا الذي يحصلُ لا ننسى أن الواقعَ الاقتصاديَّ صعبٌ وواجبُ الحكومةِ العملُ على إخراجِنا منه من خلالِ قوانينَ تمنعُ الفسادَ والهدْرَ وتعملُ على ملاحقةِ اللصوصِ وإيداعِهِمُ السجونَ واسترجاعِ أموالنا منهم، وتمكينِ المودعينَ من الحصولِ على أموالهم من البنوكِ ولذلك فإننا نُوْلِي حكومةَ الرئيس الدكتور حسان دياب الثقةَ ونؤكدُ على مساعدتِهِ في مَهَمَّتهِ للوصولِ إلى الهدفِ المطلوبِ منه، مطالبينَ إياهُ بالإسراعِ بالمفاوضاتِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ مع تهيئةِ البديلِ في حالِ لم تنجحِ المفاوضاتُ والذي يكونُ من خلالِ التوجُّهِ شرقاً والتفاوضِ مع الحكومةِ السوريةِ لفتحِ الحدودِ أمامَ تجارةِ الترانزيت، فهي منفذُنا الوحيدُ نحو العالم.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل