الثبات - التاريخ الإسلامي
أهمّ الأحداث في شهر ذي القعدة
معركة الفِراض
حدثت معركة الفراض في 15 من ذي القعدة سنة 12هـ كان قائد جيش المسلمين في هذه المعركة خالد بن الوليد رضي الله عنه، والفراض: هي منطقة في حدود الشَّام مع العراق ومع الجزيرة؛ ولذا فقد شارَك في الحرب ضد المسلمين كلٌّ من الروم والفرس ونصارى العرب؛ مثل تَغلِب وإياد والنمر، واجتمع لهم جيش يزيد كثيراً عن مائة ألف.
وكان الحائل بين الفريقين أحَد روافد الفرات، فقال الروم لخالد: إمَّا أن تَعبر إلينا أو تدعنا نعبر إليكم، فقال: اعبروا إلينا، فقالوا: أفسح لنا، فقال: ما أنا بفاعل، اعبروا أسفل منَّا، فعبروا وتصافَّ الفريقان ودارت معركة شديدة صبر فيها المسلمون.
ثمَّ أنزل الله نصرَه عليهم وفرَّت الجموع المتحالفة، فقال خالد: اتبعوهم ولا يُفلِتوا منكم، وكان عدد قتلى الأعداء في المعركة وفي الطلب مائة ألف، ومكث خالد مع جيشه عشرة أيام لجَمع الغنائم، ثمَّ انصرفوا قاصدين الحيرةَ في 25 من ذي القعدة، وأرسل خُمس الغنائم لأبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه، وأخبره بما كان في هذه الموقعة، وقيل: إنَّ خالد بن الوليد حجَّ في هذه السنة، ولم يعلم به سوى قلَّة من قادته المقرَّبين، فكان في ساقة الجيش، فخرج إلى مكة من أقصر الطرق، فأدى حجَّه ثمَّ عاد مع وصول جيشه إلى الحيرة.