هنية يزور تجمع العلماء المسلمين في بيروت بحضور رئيس الهيئة الادارية الشيخ حسان عبد الله

الخميس 10 أيلول , 2020 08:40 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

قام رئيس حركة حماس الحاج إسماعيل هنية بزيارة لتجمع العلماء المسلمين حيث أقيم احتفالاً حضره عدد من علماء الدين من السنة والشيعة، وقد ألقى رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله كلمة مما جاء فيها:

أولاً: المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها  حركتي حماس والجهاد مسؤولة عن حشد كل الطاقات في حربها مع العدو الصهيوني وإشغالها بساحات أخرى هو تضييع للجهود ويستفيد من ذلك العدو الصهيوني، وفي هذا السياق نعتبر أن ما حصل أخيراً في مؤتمر رام الله- بيروت هو خطوة في الاتجاه الصحيح ندعو الله أن تتكلل بالنجاح.
ثانياً: المشروع الإسلامي الكبير في منطقتنا لا يمكن أن يصل إلى غاياته التي نعرفها جميعاً إلا بزوال الكيان الصهيوني، وأي مشروع يستهدف إسقاط الدول العربية التي ما زالت صامدة ولم توافق على التطبيع أو إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني هو مشروع مشبوه.
ثالثاً ً: لقد أثبتت التطورات حول العملية التي سموها زوراً وبهتاناً بالعملية السلمية إنها كذبة كبيرة وإن مشروع الكيان الصهيوني حول إسرائيل الكبرى ما زال وارداً وإن اتخذ طابعاً آخر من خلال احتلال الأنظمة وتسييرها دون الحاجة لاحتلال الأرض.
رابعاً: صفقة القرن التي يسعى لها دونالد ترامب ويعاونه بعض حكام العرب ولدت ميتة ولو وافق العالم بأجمعه عليها ورفضها الفلسطينيون فلن تحقق أهدافها، لذا فإننا نؤمن بأن مصيرها سيكون الفشل وان التداعيات ستكون وخيمة على كل من يدخل في هذه الصفقة.
خامساً: عندما وصل الكيان الصهيوني إلى مرحلة فقد المناعة والإحساس بقرب الزوال استنفر كل أوراقه وعلى رأسها الأنظمة العربية الرجعية وأول الوهن التطبيع بين الإمارات العربية المتحدة والكيان الصهيوني الذي ستكر السبحة بعده.
سادساً: إن الرهان يجب أن يكون بعد الله على الشعوب، فنحن لدينا الأمل بالشعوب العربية أن تنتفض على حكامها إن لم يكن اليوم فبالغد القريب بإذن الله عز وجل، ولن ينفع التطبيع مع العدو الصهيوني وسيكون مصيره كمصير التطبيع مع النظامين المصري والأردني الذي لم يغير قناعات الشعب، فهذين الشعبين الذين اثبتا أنهما مع القضية الفلسطينية وما نراه في الساحات من تحركات للشعب والنخب في مواجهة التطبيع خير دليل على ذلك.

هنية
ثم ألقى رئيس حركة حماس الحاج  إسماعيل هنية كلمة مما جاء فيها:

أيها الإخوة الكرام، أيها السادة العلماء، كم نشعر بعظيم الإمتنان لأهلنا هنا في لبنان، لبنان الدولة والشعب ولأهلنا المقيم في مخيمات العودة على هذه الحفاوة وهذا الاستقبال وعلى هذه المواقف الأصيلة الراسخة الثابتة التي لا تتغير ولا تتزحزح بالرغم بكل ما يحيط بلبنان من تعقيدات وما يحيط بمقاومتها من تحديات وبعلمائها وبرجالها وبقواها وبكل مكوناتها إلا أن لبنان كان وسيبقى وسيظل إن شاء الله عاصمة للمقاومة وعاصمة للوحدة كذلك. كما تفضل فضيلة الدكتور فلسطين اليوم والمنطقة بشكل عام تمر بمنعطف تاريخي وغير مسبوق ويحيط بها أخطار وجودية من وجهة نظر من يتآمر على القضية، ومن هنا أيها السادة العلماء أرى كل العلماء الكرام من كل مواقعهم وفي كل ساحات تحركهم يحملون اليوم مسؤولية عظيمة وأمانة ثقيلة لمواجهة هذه المخططات ولحماية قضية الأمة المركزية، قضية فلسطين، وللحفاظ على ميراث النبوة وميراث الأمة في القدس وفي الأقصى، وأسمحوا لي أن أقف أمام ثلاثة قضايا أرى أنها من الأهمية بمكان، أن تكون مستحضرة بين يدي السادة العلماء الكرام.

الأولى: هو الحفاظ وإعادة الاعتبار لوحدة الأمة بكل مكوناتها وبكل أعراقها ومذاهبها، لأن الله سبحانه وتعالى أرشدنا بقول:" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ " ولذلك أول ما تستهدف به الأمة تستهدف في وحدتها، في تماسكها الداخلي، ونحن نرى اليوم في وحدة هذا التجمع المبارك تجمع العلماء المسلمين في لبنان الذي يجمع بين هذه الثلة المباركة من العلماء، من أهلي إخواننا أبناء أهل السنة، والإخوة الشيعة وغيرهم، إنما هو مؤشر على أن العلماء دائماً يمثلون السور الذي يمكن أن يصون وحدة هذه الأمة، حتى وإن حصل في محطاتها أحياناً ما يمكن أن يحصل وهذا ليس غريب وليس جديد أن يقع هناك خلاف أو اختلاف أو حتى اقتتال.

أما الأمر الأخر سادتي العلماء هو أن نعمل على إعادة الاعتبار لقضية فلسطين في وعي، لأن هناك اليوم صراع على الجيل وهناك صراع  يستهدف وعي وثقافة أجيال، هناك إمبراطوريات إعلامية تعمل على شيطنة القضية الفلسطينية وشيطنة المقاومة في فلسطين وفي خارجها هناك من يريد أن يضرب بقنابل دخان كثيف فوق رؤوسنا جميعاً لكي يمرر صفقات التطبيع مع العدو والاعتراف بالعدو، هناك من يريد أن يسلخ قضية فلسطين عن عمقها ويريد أن يسلخ عمقها عنها، هناك من لا يقول أن القدس لنا، هناك من يقول أن فلسطين ليست فلسطين نحن أمام شيء سريالي يجري الآن لذلك نحن بأمس الحاجة اليوم إلى أن نعيد الوهج، نعيد القضية الفلسطينية إلى مكانتها كقضية جامعة وموحدة وكقضية محررة لشعب، وقضية ميراث أمة لا يجوز لكائن من كان أن يعبث بهذا الميراث ولا بالتاريخ والجغرافيا لا يجوز لأحد كائن من كان أن يعترف بالعدو وأن يطبع على حساب قضية فلسطين، من هنا نحن بأمس الحاجة اليوم إلى دوركم أيها السادة العلماء من فوق المنابر في المحاريب في التجمعات في الإعلام في المقالات في اللقاءات لنعيد قضية فلسطين كقضية امة ونعيد الاعتبار لها كقضية عربية وإسلامية.

 النقطة الثالثة والأخيرة والتي نحن بأمس الحاجة إليها اليوم ولدور سادتنا العلماء الكرام هو أن نعيد الاعتبار  لمشروع أيضاً المقاومة ولكي نحرض الأمة أيضاً على المقاومة ولكي ننقل الأمة من إستراتيجية الدعم والإسناد للمقاومة في فلسطين إلى استراتيجيه الشراكة في مشروع التحرير والعودة وتحرير القدس والأقصى، نحن اليوم أمام معارك فاصلة وأمام مخطط كبير يحتاج منا جميعاً أن نقف في الموقف السليم الصحيح، قضية فلسطين ليست قضية إنسانية، ليست قضية معيشية، ليست قضية سياسية ومحصورة بالمعنى السياسي قضية فلسطين قضية عقيدة وقضية إيمان وقضية إرث وقضية تحرر وقضية مظلمة تاريخية وقعت على شعبنا ولبنان الشقيق العزيز واحد من الدول التي احتضنت هذا الجرح الفلسطيني منذ أكثر من 72 سنة ولبنان الشقيق العزيز دفع أثمان ربما، ولبنان الشقيق بكل مكوناته شكل حاضنة لأهلنا ولشعبنا وخاصة أهلنا وتيار المقاومة وتيار الثوابت وتيار الالتزام بقضية فلسطين.

وفي نهاية اللقاء قدم تجمع العلماء المسلمين درعاً تكريمياً للحاج إسماعيل هنية.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل