تجمع العلماء المسلمين يصدر بياناً تعليقاً على الذكرى ال 103 لوعد بلفور وتطورات الوضع على الساحتين  اللبنانية والفلسطينية

الثلاثاء 03 تشرين الثاني , 2020 04:41 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

تعليقاً على الذكرى ال 103 لوعد بلفور وتطورات الوضع على الساحتين  اللبنانية والفلسطينية أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
في مثل هذا اليوم من العام 1917 أقدم وزير خارجية بريطانيا أرثر جيمس بلفور على إعطاء وعداً للورد الصهيوني روتشيلد بتأييد دولته لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ليسجل واحدة من أكبر الجرائم في التاريخ والتي ترجمت بمجازر ارتكبها الصهاينة بحق الفلسطينيين العرب لإرهابهم وإخراجهم من مدنهم وقراهم ليتوزعوا في الدول العربية المحيطة في أكبر عملية تهجير جماعي لشعب بكامله وسلخه عن أرضه، وقامت المنظمات الصهيونية بجلب اليهود من أصقاع الدنيا وإسكانهم أرض فلسطين التي هُجِّر منها أهلها.
إن ما ارتكبته بريطانيا هو التأسيس الأول للإرهاب العالمي والحقيقي، وهي اليوم ترفض الاعتذار عما فعلته، والحقيقة أننا لا نطلب منها اعتذاراً كلامياً إذ أن جريمتها هذه ستبقى وصمة عار في جبينها وجبين الإنسانية إلى يوم القيامة ولن يمحو عارها اعتذار وإن قامت به، إن التكفير عن هذه الجريمة لا يكون إلا بأن تساهم بعودة الفلسطينيين وأولادهم وأحفادهم إلى أرضهم وتمكينهم من العمل فيها وإرجاع الصهاينة المحتلين إلى الأماكن التي جاؤوا منها، وبعد ذلك يمكن بناء دولة ديمقراطية يعيش فيها الفلسطينيون أصحاب الأرض من مسلمين ومسيحيين ويهود ضمن دولة ديمقراطية اسمها دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، ويكون ساعتئذٍ قد عاد الحق لأصحابه ويستطيع الجيل الجديد في بريطانيا  محو وصمة العار الناتجة عن جريمة أبائهم، ومع ذلك فنحن لا نعتقد أنهم سيفعلون ذلك وفلسطين لن تعود إلى أهلها إلا بالمقاومة التي هي السبيل الوحيد لاسترجاع الحق لأهله ولأن وعد الله لنا أن تحريرها سيكون من خلال عباد الله الأشداء الذين يحققون هذا الوعد والذي نسأل الله عز وجل أن يكون قريباً وأن يتحقق على أيدينا.

إننا في تجمع العلماء المسلمين وإنطلاقاً من هذه الذكرى المشؤومة نعلن ما يلي:

أولاً: إن كل ما يحصل في العالم العربي والإسلامي اليوم ينطلق من خطة محكمة وضعتها أجهزة المخابرات الصهيوأميركية والتي تستهدف حماية الكيان الصهيوني وإطالة أمد بقائه، وإن سياسات التطبيع التي يعمد إليها بعض الحكام العرب إنما تنطلق من هذه الخطة التي هم فيها مجرد أدوات صغيرة ينفذون أوامر أسيادهم حفاظاً على عروشهم.

ثانياً: إن الفتنة التي تتصاعد في الآونة الأخيرة والتي تأخذ أبعاداً مختلفة سواء الفتن المذهبية أو الطائفية خاصة ما يجري في أوروبا وفي فرنسا والنمسا تحديداً إنما تهدف إلى إشغال العالم الإسلامي عن التوجه الحقيقي الذي يجب أن يركز عليه وهو تصعيد المقاومة باتجاه العدو الأوحد لأمتنا وهو العدو الصهيوني، لذا فإننا ندعو الشباب المسلم في أوروبا والغرب إلى انتهاج أسلوب الحوار والموعظة الحسنة في مواجهة الانتهاكات التي يرتكبها الصهاينة مدعومين من الحكومات الأوروبية كي يجروهم إلى اقتتال عبثي لا فائدة منه ولا طائل، لذا يجب التعامل بوعي مع هذه المسائل وتفويت الفرصة على من يريد بالإسلام والمسلمين السوء.

ثالثاً: نعتبر أن ما سينتج عن الانتخابات الأميركية لا يهمنا ولن يغير من الواقع الذي نعاني منه شيئاً، فكلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري يدعمان الكيان الصهيوني ويتربصان بمحور المقاومة شراً ويسعيان لفرض التطبيع على دولنا، لذا فإن ما يجب أن نتنبه له هو الاستمرار في الإعداد والتعبئة للمعركة الفاصلة مع العدو الصهيوني باعتبارها القضية الأساس في تحرك أمتنا.

رابعاً: ندعو الرئيس المكلف سعد الحريري للإسراع في إعلان تشكيلته والتي يجب أن تكون منطلقة من الاستعداد للعمل ضمن خطة إنقاذية تؤدي إلى محاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة واسترداد الأموال المهربة وإيقاف الصعود الجنوني للدولار وغلاء الأسعار ومواكبة الحوار مع صندوق النقد وصولاً إلى اتفاق يضمن مصلحة لبنان ولا يرهنه له كي لا يستفيد من ثروته الموعودة من النفط والغاز في البحر والذي نعتقد أن هدف الصندوق هو الاستيلاء عليها من خلال إغراقنا بالديون غير المفيدة والفوائد العالية.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل