سلطات الإحتلال تحوّل مسجداً لمتحف يهودي

الخميس 10 كانون الأول , 2020 02:36 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

تستعد بلدية كريات شمونه الصهيونية، لافتتاح “مركز ثقافي” بعد تغيير هوية “مسجد الخالصة” التاريخي في المدينة، وصعد رئيسها تحريضه على جهات سياسية وأهلية فلسطينية داخل أراضي 48 دعته للتوقف عن تزوير هوية المكان واحترام قدسيته.

إزاء هذه المحاولات المتكررة من قبل بلدية كريات شمونه لتغيير معالم مسجد الخالصة التاريخين توجه النائب عن الحركة الإسلامية داخل القائمة المشتركة وليد طه برسالة إلى رئيس البلدية يطالبه بوقف هذه الأعمال والحفاظ على مكانة المسجد التاريخية والدينية.

ويعتبر مسجد الخالصة من المعالم التي تشهد على عراقة المكان وأصالته وارتباطه بالتاريخ الفلسطيني الإسلامي وقد بني في نهاية القرن التاسع عشر على أرض بلدة “الخالصة” المهجرة التي قامت على أنقاضها مستوطنة كريات شمونه غداة نكبة 1948.

ومنذ النكبة تم تحويله إلى مكان للمناسبات والاحتفالات مثلما استخدم محكمة ومتحفا ليهود كريات شمونه، وقبل عدة أعوام قامت وزارتا الثقافة الصهيونية و”تطوير الجليل والنقب” بالتعاون مع بلدية كريات شمونه بتحويل المسجد إلى متحف.

وتشارف بلدية كريات شمونه الإسرائيلية على الإنتهاء من أعمال تغيير معالم وهوية المسجد وتحويله لمركز ثقافي بلدي رغم قدسية المكان ودلالة المئذنة على ذلك، وعلى إثر هذه الإجراءات قام النائب وليد طه الذي يتابع ملف المقدسات والأوقاف بإرسال رسالة مستعجلة إلى رئيس بلدية كريات شمونه يطالبه بوقف أعمال الحفر وتخريب المعالم حول المسجد التي تتجاهل كل المعايير الأخلاقية والإنسانية والبعيدة عن كل معنى حقيقي للثقافة.

من جهته سارع رئيس بلدية كريات شمونه آفي خاي شطيرن للردّ على توجه النائب طه برد عنصري مليئ بالتحريض والكراهية زاعما أن “هناك دوافع “مبيتة وقحة” وراء توجه النائب طه تهدف إلى بناء رواية مغايرة للمكان الذي يروي “قصة” كريات شمونه”.

وأضاف شطيرن: “إن المكان (لم يذكر كلمة مسجد) كان منذ العام 1948 يستعمل كقاعة للمناسبات “السعيدة” لسكان كريات شمونه ولبناء تاريخ الشعب الإسرائيلي ثم تحول لقاعة محكمة وفي العام 1984 تم افتتاح أول متحف يروي تاريخ البلدة التي كانت قاحلة قبل ذلك”، قالبا الحقائق التاريخية زعم شطيرن أيضا أن هذا متحف يروي قصة إنشاء البلدة وصراع أهلها أمام “قتلة مخربين” متعطشين للدماء حاولوا طردنا من المكان.

وعقب النائب وليد طه في رده على رئيس بلدية كريات شمونه  بالقول “يبدو أن هذا “الفتى” جاهل بالتاريخ ومليئ بأحقاد دفينة وعنصرية فهذا المسجد قد أقيم قبل ولادته وقبل أن يحلم آباؤه على الاستيلاء على المكان وبلدة الخالصة كانت عامرة بأهلها وما تزال عشرات البيوت الفلسطينية شاهدة وتروي تاريخ المنطقة وحقيقتها رغم كل محاولات طمس الحقائق”.

وأكد طه في بيانه “أن الذين يغذّون الكراهية هم هؤلاء الذين يعتدون على الأوقاف والمعالم المقدسة للآخرين ولا يتورعون عن تحويلها لحظيرة للأبقار أو خمارة لمتحف أو لأي هدف آخر غير الذي أُقيمت لأجله قبل عقود”.

وأشار النائب طه إلى أن رد رئيس البلدية الإسرائيلية يدل على جهل مطبق في مفهوم القداسة واحترام الأديان السماوية ويبدو أنه يظن من خلال كلماته الخالية من المنطق أنني أسعى لمنافسته في الانتخابات لبلدية كريات شمونه أو لطرد اليهود من المدينة مع أن توجهي واضح وصريح ورسالتي له أن يحفظ قداسة المكان وتاريخه ويتيح للمسلمين استعماله للصلاة والعبادة”.

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل