السقوط الأخلاقي في أمريكا.. يوسف الغوش 

الخميس 14 كانون الثاني , 2021 04:39 توقيت بيروت مقالات مختارة

الثبات ـ مقالات مختارة

هُناك برنامجٌ تلفزيونيٌّ يُسمَّى ( أنت لست الأب ) ، و هو من أنجح البرامج التلفزيونيَّة في الولايات المُتَّحدة .

حيث تقوم إمراةٌ بدعوة عددٍ من الرِجال الذين أقامت معهم علاقةٌ جنسيَّةٌ للبرنامج ، و ذلك ليخضعوا لفحص الحِمض الوراثي DNA لكي تعرف من هو والد طِفلها أو طِفلتها . 

و من أغرب الحالات في البرنامج حالة ( روزاليندا ) و التي دعت أكثر من ١٨ رجلٍ للبرنامج، وخضعوا جميعاً للتحليل حتَّى تتعرَّف على والد طِفلها ( بيكاروا ) ؛ لكن نتيجة التحليل سلبيَّةٌ ولم يكُن أيَّاً منهم والد طفلها ؛
حيث تسبَّب ذلك بإنهيارِ الطفل ( بيكاروا ) ذو ال ١١ سنة و دخوله في موجة بُكاء . 

البرنامج قدَّم أيضاً أزواجاً دعوا زوجاتهم للتأكُّد من نَسَبِ أطفالهم إليهم ، و كانت النتيجة سلبيَّةٌ أيضاً ، و بذلك ظهرت خيانة بعض الزوجات .

البرنامج يُعرض مُنذ العام ١٩٩١ و مُكوَّنٌ من ١٩ موسم و ٣٥٠٠ حلقة ، في كُلِّ حلقةٍ يتم عرض ٣ حالاتٍ على الأقل، ويُعرض على قناة NBC الأمريكية . 

البرنامج يُظهِر مدى الإنحلال الأخلاقي و ضياع الأنساب الذي يُعاني مِنه المُجتمع الأمريكي خصوصاً و الغربي على العموم . 

لأجل ذلك يُحاربون نظام الأُسرة في المُجتمعات الإسلاميَّة عموماً و العربيَّة على الخصوص ؛ و ذلك عبر المُنظَّمات النسويَّة المُتمرِّدة على الدين و القِيم . 

هذا البرنامج يكشِف لنا مدى الإضطهاد و الإهانة التي تُعاني منها المرأة الأمريكية و هي تبحث عن هويَّة والد طِفلها . 

و بعد ذلك كُلُّه يأتيك شخصٌ مخدوعٌ يظُنُّ أنَّه مُسلمٌ حقَّاً لينتقد شريعتنا لتحريمها مثل هكذا علاقاتٍ تحت سِتار الحُريَّة الشخصيَّة ، ثُمَّ يطعن في الحدود التي شرَّعها ﷲ لِحِفظ العِرض و منع إختلاط الأنساب ، و أنَّ هذه جاهليَّةٌ و تصرُّفاتٌ بربريَّةٌ ولَّى عنها الزمن . قال الله تعالى : ( إنْ هُم إلَّا كالأنعامِ بَلْ هُم أضلُّ سَبيلا ) سورة الفرقان : الآية : ٤٤ ؛ و الحمدُ لله على نِعمةِ الإسلام .

قد يقول البعض : إن هناك أيضاً سلوكيات انحرافية مخفيّة في المجتمعات العربية أو الإسلامية ؛ و هذا صحيح لكن يخفى عليه أنها على الأقل محدودة و مخفية و مُدانة ، و ليس مقننة بقوانين علانية ومشروعة كما الغرب .

يبقى للتربية و التوجيه الاسري الدور الفصل في صلاح الابناء أو انحرافهم في المجتمعات العربية ، على العكس من المجتمعات الغربية الذي يتدخل فيه كل شيء ، الأسرة و الإعلام ( بما فيها هذا البرنامج ) من برامج و افلام و مقالات ؛ و أيضاً دور الحكومة الداعم و المشرّع لهكذا علاقات ، في الحث على تشجيع الأجيال في الذهاب إلى أبعد من هذه المديات من الانحراف و التفكك و العبثية .

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل