ممثل حركة "الجهاد الإسلامي" في لبنان: معركة غزة عطّلت مفاعيل التطبيع

السبت 22 أيار , 2021 09:33 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

اعتبر ممثل حركة "الجهاد الإسلامي" في لبنان، إحسان عطايا، أنّ معركة "سيف القدس" حققت تثبيت قاعدة اشتباك جديدة ومعادلة قوة ردع جديدة عنوانها القدس، وتقوم على أنّ القدس باتت ضمن المعركة مع هذا العدو، فسابقًا كانت غزة تحمي نفسها وتدافع عن نفسها، أما اليوم فهي تحمي وتدافع عن القدس وتحمي الشعب الفلسطيني في القدس والداخل.

وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، رأى عطايا أنّ هذه المعركة وحّدت الشعب الفلسطيني لا سيما بعد خروج الانتفاضة داخل المناطق المحتلة عام 48، حيث بات الشعب في الـ48 والضفة والقدس وغزة واللاجئين والشتات والاغتراب، كلهم شعب واحد خلف هذه المقاومة ومتضامن معها وداعم لها وجاهز لأبعد الحدود ويتوق للعودة إلى أرضه وتحريرها.

وعدّد عطايا عدّة إنجازات للمعركة الأخيرة مع العدو، فهي استعادت القدس من مشروع مؤامرة "صفقة القرن"، والتي أعطاها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للصهاينة كعاصمة موحّدة لكيانهم، وجاءت المقاومة لتلغي مفاعيل هذه الصفقة، وتمنع استكمال تهوديها وتهجير الشعب الفلسطيني المقيم في أحياء القدس والاعتداءات على المصلّين في المسجد الأقصى.

ومن الإنجازات أيضًا أنّ هذه المعركة ألغت وعطّلت مفاعيل التطبيع وتوقيع اتفاقيات بين أنظمة عربية والكيان الصهيوني، لأنّ أحد أهداف هذه الاتفاقيات هو التطبيع الثقافي مع الشعوب والتطبيع عبر كيّ الوعي، فجاءت هذه المعركة لتثبت أن الشعب الفلسطيني متمسّك بأرضه وأنّ الشعوب العربية التي يسعى العدو للتطبيع معها وتغيير مفاهيمها، رأت أن العدو يرتكب المجازر بحق الفلسطينيين في غزة بطريقة بشعة جدًا، بحق الأطفال والنساء، والدمّار الذي ألحقه بالمباني السكنية كان على مرأى ومسمع كل العالم، ما ساهم بخروج شعوب عربية عديدة بمسيرات داعمة للقضية الفلسطينية وللمقاومة في غزة، وهو ما عزز بشكل مباشر زيادة منسوب الوعي لدى هذه الشعوب بمظلومية الشعب الفلسطيني وبإجرامية العدو وأهدافه التي يسعى من خلالها للهيمنة وبث الفرقة والفتن بين الشعوب العربية وبينها وبين جيرانها.

عطايا أشار إلى أنّه على المستوى العملي العسكري الميداني، ألغت المعركة الأخيرة وعطّلت مفاعيل ترسانة الأسلحة والقوة الكبرى التي يمتلكها العدو الصهيوني، من خلال تعطيل القبة الحديدية على المستوى العسكري، ومن خلال تعطيل مفعول هذا السلاح على المستوى السياسي، فالعدو لم يستطع أن يحقق نصرًا أو إنجازًا على غزة رغم امتلاكه لترسانة كبيرة من الأسلحة، متسائلًا "ما فائدة هذه الأسلحة وهذه الترسانة إذا كانت معطّلة؟"، كما أنّ العدو لم يجرؤ على القيام بهجوم برّي أو المواجهة مع الفلسطينيين، وكل القصف كان على المدنيين والمباني السكنية، فيما كانت الخسائر بصفوف المقاومة محدودة.

ممثل "الجهاد الإسلامي" في لبنان تحدّث عن إحدى الرسائل المهمة على مستوى الوعي لدى المستوطنين، الذين قدموا من بلاد شتّى ليحتلوا هذه الأرض ويستوطنوا فيها، والرسالة المعنوية مفادها أن هذه الأرض لا يمكن أن تكون أمنًا وسلامًا وطمأنينة بالنسبة لكم، ومن الأفضل لكم أن تغادروها باختياركم وتعودوا من حيث أتيتم، وبإمكانكم أن تقارنوا بين حياتكم وبين حياة من اختار البقاء في بلده الأصلي، ستجدون أنّ هؤلاء حياتهم أفضل بكثير على مستوى الأمن والاقتصاد والسلام، بينما أنتم لا يهنأ لكم بالٌ وتحتاجون دائمًا لدعم نفسي وللاختباء في الملاجئ.

وحول إعلان العدو وطلبه وقف إطلاق النار من جانب واحد، أوضح عطايا أن الكيان كان في مأزق كبير على مستوى الجبهة الداخلية، فقد شُلّت حركة الحياة فيه على كافة المستويات، كما أنه لم يستطع إخفاء الخسائر البشرية والمادية، على عكس ما كان يحصل من تكتّم في السابق.

ولفت إلى أنّ الإرباك الذي أصاب العدو أضيف إليه أنه بات أمام جبهتين، الأولى من غزة، والثانية في الجبهة التي فتحت بانتفاضة أهالي الـ48، فكان أمام مأزق كبير يحاول الخروج منه بأقلّ الخسائر، كما أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان يحاول مساعدتهم للخروج من هذه الأزمة بطريقة أو بأخرى، إلى أن جاءت المبادرة المصرية بوقف إطلاق النار.

وبالتالي لم يستطع العدو إطالة أمد المعركة أكثر، فصحيح أن غزة كانت تتألم، لكنه أيضًا كان يتألم أكثر، واستمروا في البحث عن حلول حتى لا يظهّروا هزيمتهم وانتصار المقاومة أمام جبهتهم الداخلية، وبعد انتهاء بنك الأهداف لدى سلاح جو العدو، ناقشوا في "الكابينت" إما الدخول في معركة بريّة لحسمها أو وقف المعركة، ولم يصلوا إلى نتيجة، فتركوا التقدير للجيش لديهم الذي فضّل الإنسحاب، وهذا ما حصل.

 

المصدر: العهد


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل